روايه غرام
من الشيطان في السيطرة علي البشر و من سواهم أعوان إبليس من البشر شياطين الإنس علي مر العصور تركوا بصماتهم التي تفوقت علي معلمهم الذي يصفق لهم بجدارة وهو ينفذ وعده إلي خالقه في اغواء كل من انساق إلي خطواته بملء إرادته غير آبه لوعيد ربه وهو يخبره أنه سوف يملأ جهنم منه و من كل من أتبعه أجمعين.
خلاص أنا هاتصرف
أهو ده الكلام المظبوط كدة بقي فاضل نمضي العقود
أخرج لها عدة أوراق وتابع
كل حاجة جاهزة و واقفة علي إمضتك
ستار من الظلام يكسو عينيها تخط توقيعها أسفل كل ورقة و مع كل توقيع تزداد ابتسامة هذا اللعېن السمين.
عاد نور من الخارج يغني بصوت خاڤت كدليل علي سعادته التي تعلم زوجته سببها جيدا توقف في بهو المنزل عندما وجدها تقف أعلي الدرج تعقد ساعديها و تحدق نحوه بنظرة باردة تثير مخاوفه من الذي تدبره له.
نظر في شاشة هاتفه فوجدها الثانية بعد منتصف الليل عاد ببصره إليها ويصعد الدرج
كان ورايا مصالح لازم أخلصها
حدقت بسخرية إليه
و هي المصالح دي ما ينفعش تخلص بالنهار
زفر بضيق
بس بقي يا كوكي كفاية رغي صدعتيني و لازم تنكدي عليا
نظرت إليه بازدراء وقالت
تركته وذهبت فقال في نفسه
و لو روحتي لأهلك يبقي أحسن
سار في الرواق فوجد باب غرفة شقيقه مفتوحا و يوسف يجلس أمام حاسوبه ولج إلي الداخل
إيه ده أنت رجعت
نهض الأخر وفتح ذراعيه
إيه جيت وراجع الشغل من جديد وحشتني يا برو
عانق شقيقه بقوة وأخذ كل منهما يربت علي ظهر الأخر قال نور
ربنا يهديك علي كدة دايما
سرد له عن غرام و الصدفة الغريبة والتي من خلالها
تمكن من إنقاذ الشركة من الخسارة كما قرر العودة إلي حياة أكثر جدية ومسئولية كما أوصاه علي غرام بأن يجعل مسئول التوظيف يوافق علي تعينها في الشركة.
تصدق عندي فضول أشوف اللي اسمها غرام
لكزه يوسف في كتفه
خد بالك دي مش زي البنات التانية دي بنت في منتهي الأدب والإحترام زي العملة النادرة جدعة و بنت بلد
أقع مين يا بني أنا بساعدها مقابل وقفتها معايا مش اكتر
ابتسم نور وسأله
عليا أنا الحركات دي يابني ده أنا حافظك عموما ما تقلقش اعتبرها اتعينت خلاص و كمان هتبقي في القسم اللي أنت مسئول عنه أي خدمة
غمز بعينه ثم هم بالذهاب
اسيبك أنا بقي وهاروح أنام تصبح علي خير
و أنت من أهله
يا سلام يا سلام قد إيه حلو الغرام
أمسك يوسف بقلم من فوق مكتبه وألقاه علي شقيقه الذي فر علي الفور قبل أن يصيبه القلم.
كانت تقف أمام المرآة ترتدي الثياب التي اشترتها وتنظر إلي مظهرها تبدو كسيدة أعمال
إيه ده
اش اش إيه الحلاوة دي يا غرومه
كان صوت ابتسام فألتفت إليها غرام
إيه رأيك اشتريتهم عشان الشغل الجديد
و من أين لك هذا
تخشى أن تظن والدتها و شقيقتيها بأمر آخر فقالت
دي فلوس استلفتها من واحدة صاحبتي هارجعهم ليها أول ما هقبض
دلفت والدتها تحمل صينية يعلوها أكواب
العصير يا بنات
انتبهت إلي ابنتها
إيه ده يا غرام
دي هدوم لسه شارياها عشان الشغل الجديد لازم يكون مظهري شيك و كدة يعني
و جبتي فلوسهم منين
توترت فوجدت أن الكذب لا يفيد ويجب أن تسرد كل ما حدث لوالدتها و بالفعل قامت بذلك حتي عقبت والدتها والقلق يبدو علي ملامح وجهها
أنتي واثقة في الجدع ده يا بنتي و لا يطلع واحد نصاب و يضحك عليكي في الأخر
يا ماما ده ابن ناس و من عيلة معروفة طلبت منه الشغل و بصراحة لاقيته كريم جدا و ما تقلقيش هو شخصية محترمة وبعدين بنتك بمېت راجل محدش يقدر يتكلم معايا أو يجي جمبه ما أنتي مربياني و عارفاني كويس
ربنا يسعدك ويرزقك من وسع يا غرام يا بنتي و يبعد عنك ولاد الحړام
احتضنت والدتها
آمين يارب
وتذكرت هذا الوسيم الثلاثيني الذي ظهر لها في وقت عسير فابتسمت وخفق قلبها بسعادة ربما هذه بداية السعادة القادمة مهما واجهت في طريقها من عثرات.
الفصل العاشر
تجلس في هيئتها و هندامها الجديد ترتدي ثوب أبيض مزدان بالورود الحمراء وشاحها الأحمر القاني زاد من جمالها الذي كان مدفونا في التجول والبيع في القطارات.
كان المسئول يلقي عليها الأسئلة الروتينية في مقابلات طلب الوظيفة لاحظت غرام جميع الأسئلة تتميز بسهولة ربما هذا عن قصد من مسئول التوظيف لا سيما بعد وصاية خاصة من الأخوين نور ويوسف.
وفي نهاية المقابلة ابتسم المسئول ويخبرها
ألف مبروك يا آنسة غرام أهلا وسهلا بيكي في الشريف جروب
بالسرعة
دي! ده أنا اسمع أن في أي شركة بيردوا بعد الانترفيو سواء بالموافقة أو الرفض بعد فترة مش وقت المقابلة علي طول
نظر عبر الحائط الزجاجي نحو الرواق إلي يوسف الذي كان