الخميس 12 ديسمبر 2024

روايه كاليندا بقلم ولاء رفعت

انت في الصفحة 26 من 33 صفحات

موقع أيام نيوز

هتحصل جلطة بس الحمدلله لحقناه والدكتور بعد ما يخلص مرور علي المړضي هيقابلكم يعني في كل الحالات وجودكم هنا مش هايفيدوا أتفضلوا أستنوا تحت وأحنا هانبعت حد يبلغكم أول ما الدكتور يخلص.
أخذت زينب تردد وهي تحاول أن تستوعب ما قيل للتو
_ يارب أنت الشافي يارب قومه لي بالسلامه أحنا ملناش غيره.
أقترب منها كريم وربت عليها
_ يلا يا أم شمس تعالي ننزل نستني قدام الأوضة اللي فيها شمس خليكي معاها وأنا هابقي أطلع لما الدكتور يخلص.
و بعد مرور يومان.... استردت شمس عافيتها و أصبحت صحتها أفضل بينما محمد أمر الطبيب بإبقائه في العناية تحت الملاحظة ولأن من قوانين المشفى عدم المبيت لأكثر من مرافق فأنتظر شقيقه بعدما أوصل زوجة أخيه و ابنتها إلي المنزل.
وفي اليوم الغير مناسب لما يحدث كانت شمس تمكث في غرفتها وبعد أن علمت بخبر حملها لا تعلم ما تلك الحالة الغريبة التي أصابتها تحاول إقناع نفسها إنها بداخل كابوس ولم تستيقظ منه بعد.
انتبهت إلي بعض الضجة في الخارج ذهبت إلي النافذة لتفاجئ بهذا المنظر العديد من فروع المصابيح الملونة في كل مكان تتوسطها عدة ثريات متدلية من أوتاد خشبية وسرادق مزركشة فتات الخشب الملون يفترش أرض الشارع من أوله إلي آخره والطاولات متراصة وحول كل منها كراسي موضوعة بشكل منظم وإذا بعينيها تقع علي منصة مرتفعة مزينة بأقمشة من الحرير والتول والورود يعلوها أريكة مخملية علي جانبيها إضاءة خاڤتة تكمل هذا الديكور المعروف في حفلات الأعراس بدأت الموسيقي والزغاريد تعلو فتسمرت في مكانها 
وقبل أن تتحرك قدميها إلي الداخل ظهرت لهما سحر تلك الحرباء و تعمدت أن تقول
_ أزيك يا شمس أبوكي عامل إيه دلوقت 
رمقتها بتجهم وأجابت باقتضاب
_ كويس الحمدلله.
فقالت بدهاء وخبث ونظرات تشفي في عينيها
_ معلش بقي كنت أنا وعمك كامل هنيجي نزوره في المستشفي بس أديكي شايفة عقبال ليلتك كده أحمد ابني النهاردة فرحه علي مروة بنت عمته.
تصنعت شمس عدم اللامبالاة لكن بداخلها يعتصر ألما وقهرا ابتلعت غصة علقت في حلقها واكتفت برد مقتضب
_ مبروك.
توالت الأيام وبعد أن أسترد محمد صحته وعافيته قرر أن يثأر لابنته عن طريق أخذ حقها بالقانون برفع دعوي قضائية ضد حمزة السفوري وبالرغم نصيحة شقيقه كريم له إنه تحري عن المحامي المدعو رأفت متولي وجد إنه محامي لن يأخذ العدل مبدأه بل يبيع ضميره من أجل حفنة من المال تعلل شقيقه بقلة حيلة هذا الوحيد الذي تقبل قضيته من المحيطين حيث كلما ذهب إلي محامي وسمع اسم حماد السفوري فيعتذر علي الفور ويتحجج بانشغاله في قضايا أخري و هذا الرأفت تقبلها عن صدر رحب خاصة يربطهم معرفة وصلة قرابة بعيدة.
وقبل أن يذهب إليه أخذ ابنته وتوجها إلي قسم الشرطة وقدم بلاغا رسميا سردت فيه شمس للضابط كل ما حدث معها بالتفاصيل و الذي جعل والدها يتخذ تلك الخطوة قبل أن

يذهب إلي المحامي فهذا علي سبيل الاحتياط و ربما ولج الشك بداخل قلبه بعد كلام شقيقه.
و بداخل غرفة مكتب قديم و أثاثه الخشبي المهترئ و نافذة خشبية تآكل مقبضها الحديدي من الصدأ يجلس خلف المكتب هذا المدعو رأفت متولي كما مدون علي القطعة الرخامية المتآكلة يمسك بين يديه ملف ورقي يتطلع علي أوراقه باهتمام زائف
قائلا
رمقه الأخر بامتعاض ثم سأله
_ تقصد إيه يا متر يعني هافضح بنتي ونروح نتبلى علي الناس من غير دليل!
ابتسم بسماجة وهو يجفف قطرات عرقه بمحرمته المنسوجة من القطن فقال 
_ لاء طبعا ما أقصدش كده لاسمح الله يعني اللي فهمته من كلام بنتك في المحضر إنها معاها دليل قوي يدين إبن حماد السفوري.
نظرت شمس بتردد إلي والدها الجالس مقابلها فأومأ لها بنظرة طمأنينة قائلا
_ معانا الدليل اللي يوديه هو وعيلته في ستين داهية.
أخرجت من حقيبتها هاتف من الطراز الحديث و يديها مرتجفة من التوتر كاد يسقط منها لكن أنقذ والدها الموقف و أمسك به ووضعه أمامه فوق المكتب قائلا
_ أتفضل ساعدتك ده الموبايل بتاع المچرم اللي ربنا ياخده كان معاه في وقت اللي حصل.
أمسك به الآخر وأخذ يحدق به يقول
_ هو ده اللي صور عليه اللي عمله فيكي
انتابتها حالة من القشعريرة من سؤاله الذي يدل علي حماقته بدأت عبراتها بالتجمع في مقلتيها فأجابت بصوت محشرج 
_ أيوه هو لما فوقت من الإغماء اللي كنت فيه قعدت أدور علي موبايلي ملقتهوش لاقيت موبايله واقع جمبى.
_ ألو حماد بيه 
_ أيوه مين معايا
تحمحم وبزهو وفخر أجاب
_ والمطلوب مني إيه إن شاء الله بص يالاه أنا مابتهددش و روح قول للي إسمه محمد أعلي ما في خيلك أركبه وشوف حد تاني غير ابني يلبسه عملة بنته الڤاجرة.
_ وإيه طلباتك بقي يا حضرة الأڤوكاتو
تهللت أساريره وقال
_ كده بقي جبت من الآخر والمفيد طلباتي دي مش عايزة مكالمة في تليفون أنا أجي لك لحد عندك أشرب فنجان القهوة وتسلمني
25  26  27 

انت في الصفحة 26 من 33 صفحات