روايه كاليندا بقلم ولاء رفعت
مشجب معدني في الحائط
_ وأنا هاروح أفرش السفرة عقبال ماتخلصوا وتطلعوا الأطباق شكلهم طالعين علي السلم.
جلس الجميع حول المائدة ويترأسها الحاج محمود فكان وجهه مكفهر ولم ينطق بحرف منذ أن عاد من المسجد بينما أشقائه الآخرين يتبادلون الأحاديث مابين الأخبار والفكاهة و زوجاتهم تتحدثن مع شمس التي تشعر بانقباضة في قلبها لاتعلم ماهية مصدرها لاسيما كلما تلاقت عينيها بعينين عمها محمود لن تجد سوي نظرات الڠضب والتجهم.
_ الحمدلله.
قالت لها رشا زوجة عمها حجازي
_ كملي أكلك يا شمس ده أنتي مكملتيش
ربع رغيف.
أجابت بخجل
_ أكلت وشبعت الحمدلله دي أكلتي.
فقالت شوقية بأسلوبها الفظ
عقبت السيدة محاسن زوجة عمها الأخر يحيي
_ هم بيحافظوا علي جسمهم بس أهم حاجة يكون تحت إشراف دكتور تغذية عشان ميأثرش علي الصحة.
_ فعلا صح مفيش أحسن من الواحد ياخد باله من صحته.
فقالت شوقية عن عمد
_ الكلام ده يا رشا ياختي لواحده زيك كده ولا وراها عيل ولا تيل لكن ياختي إحنا ورانا عيال عايزين صحة من حديد فلازم تاكلي وتتغذي.
أكتسي الشحوب وجه الأخري من كلمات سلفتها اللاذع فنهضت تاركة ما بيدها من طعام وقالت
اومأت لها وقالت
_ حاضر يا طنط.
غادرت رشا المنزل و زوجها يرمق شوقية بامتعاض ثم نظر إلي زوجها ليجده في عالم آخر لكن محاسن لم تصمت لتقول
_ عمرك ما هتبطلي كلامك الچارح ده يا شوقية ده أنتي عيالك علي وش جواز المفروض تعقلي كلامك قبل
نهضت هي أيضا وقبل أن تذهب قالت
_ أبقي تعالي يا شمس أقعدي معانا بيت عمك يحيي مفتوح لك في أي وقت.
أنفضت المائدة واحد تلو الآخر وهم يحيي بالمغادرة قائلا
_ عن أذنك يا حاج محمود أنا نازل أقعد علي القهوة شوية.
وتبعه حجازي بالقول أيضا
_ وأنا كمان نازل خدني معاك.
وهنا تخلي محمود عن صمته الرهيب وأمرهم بحدة
كانت شمس تشغل نفسها بجلي الصحون لتتجنب كلام زوجة عمها و بينما هي شاردة صوت هذه الحيزبون شوقية أفزعها
_ بت يا شمس.
أنتفضت الأخري فأردفت زوجة عمها
_ عمامك عايزينك في أوضة الجلوس.
وقفت شمس علي الباب بإستحياء فأشار لها عمها وقال
_ أدخلي.
وقفت أمامهم وتنظر إلي أسفل فنظرات ثلاثتهم لا توحي بخير بتا لماذا يريدونها هل علموا ما حدث لها
_ بصي يا بنت أخويا من غير لف ولا دوران هسألك سؤال واحد وتجاوبي عليه.
أزدردت لعابها پخوف وتوتر فأجابت بخفوت
_ أتفضل يا عمي.
تنهد وكأنه يحمل ثقلا كالجبل فوق عاتقه سألها
_ ابن حماد السفوري غلط معاكي زي ما الكل بيحكي في البلد
صاحت بدفاع عن نفسها عندما أدركت إتهامه لها بأن ما حدث كان بإرادتها وليس عنوة عنها
_ لاء ماحصلش.
صمتت لثوان وهي تنظر ليديها وهي تفركهما في بعضهما البعض وأردفت
_ وحصل.
أقترب منها عمها يحيي و الڠضب يسطو عليه صاح بها
_ هو إيه اللي حصل واللي ما حصلش يا بت! ما تجاوبي علي عمك عدل بدل ما أرزعك كف يعدلك.
أمسك حجازي به لتهدأته قائلا
_ أهدي يا يحيي وأسمعها للآخر.
ترقرقت دموعها علي وجنتيها وبصوت متحشرج أخبرتهم
_ هو خدني بالقوة وعمل اللي عمله وصورني فيديو وبعته لخطيبي عشان يكسرني ويكسروا زي ما كان بيهددني ديما.
لم تشفع لها عبراتها لدي قلوبهم القاسېة لطالما والدها عاني من صرامتهم وقسوتهم وعدم إنصافهم للمظلوم لذا أثر الإبتعاد عنهم وفضل المكوث في القرية تجنبا للمشكلات كما إنه لايريد خسارتهم فهما أن كان سيظلون أخوته إلي الأبد.
الفصل السابع
تتعالي الأصوات ما بين شد وجذب وتوبيخ يتساقط كزخات المطر علي رأس أحمد الجالس علي الكرسي منكس رأسه وكفيه أعلاها لا يريد أن يستمع لوصلة اللوم هذه.
_ يا ميلة بختك يا سحر في ابنك اللي هايموتك بدري بدري.
رد زوجها ناهيا إياها
_ كفاية بقي يا سحر نواح و ولوله ابنك مش عيل صغير ولا ها يرضي إنه يكسر كلمة أبوه ولا إيه يا أحمد
تدخلت إسراء التي تعلم أن كلماتها لن يلق لها بالا ولم يكترث إليها أحد بل ستنال نصيبها من التوبيخ
_ بابا ماما ممكن تبطلوا تضغطوا علي آبيه أكتر من كده أظن هو مسئول عن حياته وعارف يعمل إيه و ما تنسوش أنكم اللي غصبتوا علي مروة وأنتم متأكدين إنه لسه بيحب شمس.
زجرها والديها بنظرة تحذيرية و غاضبة في آن واحد فصاحت بها والدتها
_ أدخلي أوضتك بدل ما أمسيكي بعلقة محترمة الظاهر وحشك الخرطوم.
تأففت بضيق وسأم
_ أنا داخله بس مش عشان أنا خاېفة من تهديدك عشان قرفت من التمثيلية اللي عايشين فيها و ظلمكم لأخويا ولصاحبتي واللي بعتبرها أختي
الوحيدة وجنيتوا عليها زي حمزة وأهله حسبي الله ونعم الوكيل.
قالتها وأسرعت إلي الداخل صاحت والدتها