روايه كاليندا بقلم ولاء رفعت
بس زي ما أنت عارف أكبر عيل عندي في إعدادية.
زفر دون أن يتفوه بكلمة فهو يكره إحساس الشفقة هذا ولن يقبل به.
_ أنا جاي أعرض عليك المساعدة وأقوم لك محامي وترفع قضية علي ابن حماد السفوري اللي مش شايفين غير نفسهم ونازلين ظلم وافتري علي الخلق.
قال محمد بقلة حيلة
_ والمحامي ده عايز له مبلغ وقدره وأنا كل اللي حيلتي علي يديكم أشتريت بيه جهاز بنتي وعليا أقساط هافضل أدفع فيها لخمس سنين قدام.
_ عيب الكلام ده أومال إحنا أصحاب وجيران إزاي! وعايزك تطمن المحامي ده معرفة و سمعت إنه قريب جماعتك من بعيد فبالحب والمعرفة ممكن نقسط له أتعابه وأنا هاتكفل بيها.
_ وقفتك معايا فوق راسي بس معلش سامحني أنا مقدرش أخد حاجة مش هاقدر أسدها دلوقتى.
_ هاعتبر
إني ما سمعتش كلامك و شمس بنتي وإن كان علي الفلوس إعتبره مبلغ وشايله عندك وأنا تحت أمرك في أي حاجة قولت إيه يا أخويا
_ هاقول إيه لله الأمر من قبل ومن بعد تسلم يا عامر و ربنا يقدرني وأردلك فلوسك وجميلك اللي عمري ما هنساه.
انتهت من آداء فرضها للتو فولجت والدتها تحمل صينية الطعام.
_ بصي بقي والله لو الأكل ده ماخلصش لساني ما هيخاطب لسانك أنتي ما حتطيش لقمة في جوفك من إمبارح .
ردت شمس بسأم
أكل ڠصب عني
تلألأت الدموع في عينيها مما جعل والدتها تشعر بالضيق والڠضب فوضعت الصينية علي المضجع وتركتها وغادرت لتضع الطعام لزوجها.
فقال محمد الذي يجلس و يحمل علي كاهليه هموم الدنيا بأسرها
_ حطي علي قدك أنتي أنا داخل أريح لي ساعتين.
صاحت زوجته بنفاذ صبر
_ يعني بنتك مش عايزة تاكل ولا أنت أروح أرمي الأكل يعني للفراخ والبط!
_ اعملي اللي تعمليه.
ولم يمهلها جرس المنزل أن تفرغ ڠضبها صدح رنينه ففتحت الباب و وجدت سحر أمامها الوجوم يعتلي ملامح وجهها الصارمة.
_ سلام عليكم يا أم شمس.
أجابت الأخرى وفي قلبها غصة
_ وعليكم السلام يا أم أحمد أتفضلي.
ولجت إلي الداخل وجلست وكأنها في مهمة رسمية يجب عليها الانتهاء منها علي وجه السرعة.
_ تشربي إيه يا حبيبتي
أجابت بنبرة جدية ورسمية
_ شكرا مفيش داعي أنا جاية لك في كلمتين وماشية علي طول.
جلست زينب بهدوء في الكرسي المقابل لها
_ خير يا أم أحمد
ارتسمت سحر ملامح الجمود وبكل قساوة ألقت كلماتها بدون إكتراث إلي أن ما يربطهما ليس النسب وفقط بل هما جيران منذ عقود و من أصول واحدة وكل منهما يعلم كل شيء عن الآخر.
الفصل الرابع
يتناول متعلقاته دون إكتراث وهم بالمغادرة فاستوقفته والدته قائلة له
_ طيب عشان خاطري خد كل الساندوتش ده ما ينفعش تروح شغلك علي لحم بطنك كده.
رمقها بصمت ولكن نظراته كانت حادة وتحذرها أن تكف عن محايلته فتح الباب و أغلقه خلفه بقوة مما جعلها انتفضت وأردفت بامتعاض
_ منهم لله اللي كانوا السبب.
و بالخارج يسير ويشعر وكأن العيون جميعها تترصده لاسيما تلك الهمهمات التي وصلت إلي سمعه وبطرف بصره يلاحظ نظرات الشفقة من البعض والسخرية من البعض الآخر.
وصل إلي موقف السيارات ليستقل سيارة أجرة وقبل أن يدلف إلي الداخل تعالت ضحكات سخرية واستهزاء صادرة من مجموعة من الشباب يقول أحدهم
_ أخس علي دي رجالة أنا لو خطيبتي حصل معاها كده كنت جيبت الواد ال... اللي عمل فيها كده ودبحته هو وعيلته ولايهمني بس أمشي مرفوع راسي.
رد عليه آخر
_ أنت أهبل هو فيه حد عاقل يقف في وش عيلة السفوري يا روح ما بعدك روح.
ألتفت لهم وعينيه يندلع منهما لهيبا حارقا فلم يشعر بحاله وهو يسرع خطاه نحوهم ويفاجئهم بتسديد اللكمات كوحش كاسر انكسرت قيوده فأنطلق علي أعدائه بضراوة.
تجمع الناس لفض هذا العراك أبتعد احدهم وقد نال وجهه عدد لا بأس به من اللكمات صاح بصوت جهوري
_ بدل ما جاي تتشطر علينا روح أتشطر علي اللي علم عليك و خلاك لبانة في بوء أهل البلد.
وبخه إحدى الرجال قائلا
_ ما تلم نفسك ياض بدل ما أكمل عليك أنا ضړب.
_ يعني عاجبك يا حاج اللي عمله فينا
رمقه الرجل شزرا
_ ما أنتم اللي ما بتحترموش نفسكم و عاملين تلقحوا بالكلام عليه عايزينوا يعني ياخدكم بالأحضان!
ألتفت الرجل إلي أحمد مردفا
_ حقك عليا أنا يا أحمد يابني دول عيال ناقصة ربايه وليا كلام مع أهاليهم.
لم يستطع الآخر بأن يرد وبماذا سيجيب! ربما لدي هؤلاء الحق فيما تفوهوا به فهو بالفعل غير قادر علي مواجهة عائلة السفوري المعروف عنها بطشها وظلمها الذي سيقع علي كل من يقف في طريقهم أو تحديهم فحماد السفوري صاحب سلاسل متاجر