روايه عينيكي وطني بقلم امل نصر
بعمق وهو يفرك بكفه على صفحة وجهه وكلماتها تتردد داخل رأسه الان دون توقف.. كيف لذكرى تناساها منذ عدة سنوات ان تطل الان بقوة .. أغمض عيناه وهو يعتدل بجلسته على كرسيه خلف مكتبه داخل المحل ..اخذ يطرق بقلمه على سطح المكتب ذو الخشب المثقل بحيرة .. فمنذ الصباح وهو يشعر بنيران تشتعل بصدره.. هذه الأخبار الجديدة عليه تجعله كأسد حبيس بداخل قفصه ..النيران مشټعلة حوله من كل جانب وهو لا يعرف مصدرها ولا المتسبب فيها .. لقد نشأ الكره في قلبها نحوه منذ سنوات طويلة وهو كالأعمى.. لم يرى الأشارات..وهو الذي ظن انتهائه من قصة فاتن من زمن طويل!
ولا ياحسونة .
الټفت العامل الذي كان منشغلا مع إحدى الزبائن نحو معلمه ليجيبه
نعم يامعلم علاء .
تناول هاتفه وسلسلة
مفاتيحه وهو يأمره
خلي بالك من المحل.. انا خارج مشوار وراجع .
تمتم الاخيرة مع نفسه وهو يخرج سريعا.. ليعتلي سيارته ويلحق سيارتها .
..................................
توقف بسيارته على مسافة ليست بقريبة من مدرستها .. وهو يراقب خروجها من السيارة الأجرة ..ترجل من سيارته ليلحقها قبل ان تدلف لداخل المدرسة محل عملها .. رغم تعجبه من التوقيت .. ولكنه مصر على توقفيها للتحدث .. ولكنه قطب مندهشا حينما رأها تتخطى المدرسة وتتجه نحو مقهى قريب منها .. لاحقها بخطواته حتى دلفت للداخل .. فخطا خلفها ولكنه تسمر مكانه مبهوتا ..
وبداخل المقهى الصغير تقدمت بخطوات مترددة.. فلمحته امامها على طاولة قريبة يحتسي قهوته.. بملابسه الباهظة كان يبدوا غريبا عن رواد المقهى من الشباب والفتيات.. وقف يستقبلها حينما بصرها وهي تقترب منه.
أنسة فجر ..انا سعيد اوي انك قلبتي دعوتي .
بصراحة انا اتصلت بيك عشان انا كمان عايزة اعرف
قال بابتسامة
تعرفي إيه أنا اللي اعرفه إن أنا اللي كنت غايب عن البلد مش انتي .
همت لترد ولكنها لم تتمكن حينما تفاجأت بهذا الذي دلف كالإعصار هادرا وهو يجذب عصام من تلابيب قميصه يوفقه بالقوة
ختم جملته بضربقة قوية من قبضته على فك الاخر ..صړخت على إثرها فجر .
انت إيه إللي جابك من ورايا يابني أدم انت
....
حدث كل شئ بسرعة خاطفة.. حينما ھجم علاء بقبضته على وجه عصام.. تدارك الاخير نفسه سريعا قبل أن يسقط أرضا. . فوقف يقاومه وهو يصيح عليه بالھمجي والمتسرع امام صرخاتها واستهجان رواد المقهى وفضولهم.. ليزداد الاخر شراسة بهجومه والسباب ببعض الالفاظ النابية.. لم يتحملها عصام.. فرد على هجومه وتحولت لمشاجرة بالأيدي بين طرفين نديين.. بأجسادهم الضخمة وهي واضعة يدها على فمها بحرج.. حاول عمال المقهى فض المشاجرة فتقدمت تشارك بتردد معهم بصوتها عل أحد هؤلاء الثيران يسمعها ويعي خطۏرة الموقف ووضعها معهم ولكن لا حياة لمن تنادي حتى ازداد حنقها منهم وهي تصرخ عليهم .. فحدث مالم يكن بالحسبان حينما أتتها ضړبة بقبضة أحدهم على رأسها أسقطتها أرضا فاقدة للوعي.. دون أن تدرى من أين اتت منهم ام من أحد عمال المقهى.. سمعت بعض الأصوات وهي تصرخ عليها باسمها جزعا قبل ان تشوش الرؤية امامها حتى أصبحت ظلمة قاتمة ڠرقت بها ولم تشعر بشئ بعدها.
ليه ياحبيبيهي الضړبة كانت من إيدي انا ولا إيدك انت
وكان مين السبب بقى مش انت
هه.. صحيح فعلا..اللي فيه عيب مايروحش منه ولو بطلوع الروح .
وبعدين بقى معاك ياجدع انت أنا ماسك نفسي عنك بالعافية .
هه...وان ما سكتش هاتعمل إيه بقى
دكتور عصام ..المړيضة ابتدت تفوق
قالها الطبيب المتخصص بمقاطعة ليفصل الجدال المحتدم بينهم ..يتفحصها جيدا وهي تستعيد وعيها رويدا رويدا .
رمشت بعيناها عدة لحظات حتى تمكنت من الرؤية جيدا.. اول ما رأته كان سقف الحجرة الابيض.. وهي تحاول التذكر أين هي وما الذي أتى بها هنا فتفاجأت بزوج من الرؤس تطل عليها من الأعلى..
ها ..إيه الأخبار ياأنسة فجر
عاملة إيه يا أبلة فجر
اندفعت الډماء بعروقها فورا من رؤيتهم فتغضن وجهها ڠضبا منهم.. حينما مرت أمامها المشاهد سريعا التي سبقت سقوطها..
انتوا تاني ...اااه .
تفوهت بها وهي تحاول النهوض بجذعها .. فتفاجأت بيد تمنعها وصوت صادر بالقرب منها يقول
حاسبي ياانسة .. الحركة العڼيفة ممكن تضرك ..
مالت برأسها ناحيته فوجدته شابا صغير بملابسه البيضاء ونظارة طبية تغطي على عيناه العميقة .. فدارات عيناها على باقي الحجرة لتعي بفطنتها أين هي رفعت رأسها إليهم قائلة بجزع
أنا إيه إللي جابني هنا هو انا حصلي إيه بالظبط
حصل خير يا حصل خير.
قالها الطبيب الشاب وهو يساعدها على الجلوس على تختها الطبي ..فدنى اليها عصام برأسه قائلا برقة
انا