روايه عينيكي وطني بقلم امل نصر
ان وضعتهم جميعا على المنضدة الصغيرة فقالت بضيق
مش كلهم يامنيلة.. هي أساسا كانت موصياني عليهم ..عشان البلد هنا ارخص والحاجات كتير واحلى .. وانا بقى جبتلها كام واحد من نفسي .
تمتمت بحنق
اممم
.. ماشي ياماما ..ربنا يهني سعيد بسعيدة.
وانتي بقى فين هديتك
قالت بتهكم ردا على سؤالها
نعم !! هدية مين ياحبيبتى وانا مالي أصلا
فغرت فاهاها وتدلى فكها بشكل فكاهي وهي تومئ بيدها فى الهواء وتوشك على الإصابة پصدمة عصبية
تاني ياماما..تاني برضوا..مصرة انك تاخدينى معاكي الزفت البلد رغم كل اعتراضي ده ..انا قايمة وسيبهالك .
نهضت على الفور تاركة والدتها فى الصالة وحدها والتي همست بتوعد
...............................
نعم !!
قالها بحدة وهو ينهض عن مقعده پعنف لدرجة أجفلت من حوله من الرجال واثارت استياء علاء الذي خاطبه بحزم
اقعد ياسعد بلاش فضايح.. الرجالة حواليك أخدت بالها .
تابع الاخر دون ان يبالي
وماياخدوا بالهم ولا يتفلقوا حتى..هو انت يهمكم حد في الدنيا غير مصلحتكم .
تقصد إيه بكلامك ياسعد اننا مايهمناش غير مصلحتنا
هتف سعد أمام نظرات الرجال الذين ارتكزت أبصارهم عليهم
قصدي انت عارفه كويس ياعلاء.. افهم ايه انا بقى لما أكلمك عن واحدة جارتك تخطبهالي ..وتيجي انت تاني يوم تقولي اخوك اتقدم لها كمان.. لا وابوها قال خيرها ما بيني وبينه والبنت بقى اختارته هو ..ماهو طبيعي انها تختاره..ابن الحاج ادهم المصري ومعاه شركة سياحة دا غير شكله اللي عامل زي الخواجات ..هايروح فين سعد الغلبان فيكم ياعم .
انت واخد بالك من نفسك ياسعد ولا واخد بالك من كلامك ده خلي بالك.. كلامك ده هايتحسب عليك ..انا مازلت لحد الان بتصرف معاك بأدب ومراعي موقفك ..رغم اني مستغربه جدا صراحة..الهوليلة الكبيرة دي على بنت شايفها يادوبك مرتين بالعافية امال لو كانت حب عمرك كنت عملت ايه يعني . وعلى فكرة بقى ..أخويا هو اللي اتقدم الأول ومكانش يعرف نيتك منها..وكون البنت اختارته فدا مش ذنب يتعلق بيه..أما انت بقى لو شايف معاك حق وعايز تكبر الموضوع كبره براحتك ..دا لو معاك حق أصلا!
انا شايف ان مالوش فايدة القعاد وحتى القهوة اشربها انت.. سلام بقى ياصاحبي.
تحرك من امامه وذهب امام عيناه التي كانت تشتعل بنيران الحقد وكلماته تتردد برأسه امال لو كانت حب عمرك كنت عملت ايه تدخل أحد الرجال قائلا
هو مين فيهم اللي غلط فيك ياسعد المعلم أدهم ولا اخوه .
تلاقي بس في سوء تفاهم مابينهم ..المعلم ادهم مايهونش عليه زعل صاحبه وحسين ربنا مكمله اخلاق وادب .
بسس !!!
قالها پحده فتوقفت الالسنة عن الكلام قبل ان يتابع
اللي بيني وبين عيال أدهم المصري..ماحدش له دعوة بيه .
تحرك بعدها مغادرا القهوة وهو يخرج من جيب سترته الهاتف ليهاتف رقم إحداهن وقد مر وقت طويل على اخر مكالمة بينهم ..انتظرها لحظات حتى اجابت اخيرا هامسة بغير تصديق
سعد !!
بتتصل بيه ليه
قال بحدة وقد ابتعد بمساحة كافية عن اعين رجال القهوة المتلصصة
عايزك.
نعم !
ايه ياعين خالتك هي اول مرة
قالت برجاء
لا مش اول مرة سعد..بس انا دلوقتي ست متجوزة وانت وعدتني انك هاتسيبني في حالي وتشوف نفسك .
ورجعت في كلامي ياستى ..تيجي حالا ياروح اڤضحك قدام جوزك واخربها عليكى .
يامصيبتي يامصيبتي.. انت جرالك إيه النهاردة بس جوزي في البيت مقدرش اخرج ..ماتخربش عليا حرام عليك .
قال بلهجة اخف حدة
تمام ..يبقى تجينى بكرة على مكانا القديم وقت جوزك مايكون في شغله..اظن كده معندكيش حجة بقى ..ماشي ياحلوة.
وصله صوتها بهمس منكسر
ماشي .
اغلق فى وجهها الهاتف ومازلت كلمات علاء تترد فى عقله حتى تمتم هو مع نفسه
حب عمري!! ما انتوا السبب في ضياع حب عمري !!
................................
على حائط السور الرخامي لدرج المبنى الخلفي ألمؤدي للحديقة الداخلية بالمشفي استندت برأسها تبكي وتذرف دماعتها ..مستغلة خلو هذا المكان من المرضى او الزائرين.. شعور بالقهر تغلغل داخل أعماقها..تريد الصړاخ اعترضا عما يجيش بصدرها.. فكيف السبيل لنجاتها من
هذا الغزو الذي حاصرها وسيطر على عقول جميع أفراد عائلتها.. عاجزة عن صده ..فلو تكلمت الان لجرحت اعز احبابها في سمعتها وهي التي استأمنتها على سرها رغم صغر سنوات عمرها .. فكيف السبيل او الحل وهي التي ظنت انها تناست ماحدث مع مرور عدة سنوات..
اااه .
خرجت پألم من اعمق اعماقها لتسمع همسا اجشا خلفها يقول
ياه.. لدرجادي انتي تعبانة وحزينة
شهقت منتفضة وهي تستدير على مصدر الصوت .. فوجدته بهيئته المهيبة مستندا بكتفه على نفس الحائط الرخامي .
هتفت فيه وهي تمسح پعنف يدها الدموع العالقة على وجنتيها غير مبالية بمركزه
انت إيه يابني أدم انت مترصد