السبت 30 نوفمبر 2024

روايه في قبضة الاقدار الجزء الثاني نورهان عشري

انت في الصفحة 38 من 202 صفحات

موقع أيام نيوز


مضطرة تتجوزيني !
اقترب منها أكثر وهو يقول بتصميم نابع من عينيه التي كانت ملونه بدماء الڠضب
انا لسه عند كلمتي و لسه عند وعدي و هتجوزك لو دي آخر حاجه هعملها قبل ما اموت احفظي كلامي دا كويس 
اه ماهو واضح طبعا..
قالتها بسخرية فتابع بلهجه أقل حدة 
عايز اتجوزك و أنت راضيه يا جنة مش وأنت مجبرة. عايز افرحك و افرح بيك. 

لامست كلماته قلبها للحد الذي جعل عبراتها تنهمر على وجنتيها وهي تقول پألم 
تفرحني!! تبقى بتخدع نفسك أنا واحدة الفرحه اتحرمت عليها. لو عايز تعيش حياتك دور عليها بعيد عني.. أنا وافقت علي اقتراح سالم اه بس جوازنا هيبقي عالورق و بس لحد ما الأمور تهدى و نطلق أو منطلقش مش فارقة . بس مش همنعك تعيش حياتك . 
ازدادت عبراتها وهي تنطق جملتها الأخيرة فسقطت علي قلبه الملتاع و الذي يعاني من أوجاع عديدة وآلام كثيرة كان أولها رعبه علي شقيقته و آخرها خوفه من فقدانها حتي أنه لم يكن يعرف بماذا يجيبها فقط اكتفي بقول 
انت حياتي يا جنة.. 
كانت ټتشاجر مع خطواتها وهي تتوجه الى المكتب خلفه وقامت بأغلاق الباب بقوة قبل أن تقترب منه وهي تمسك برسغه قائلة پغضب 
استني هنا بكلمك..
بلمح البصر وجدته يلتفت ويقوم بجذبها من يدها الممسكه به حتي اصطدمت بسياج صدره الخافق پعنف وهو يزمجر بۏحشية
اوعى تفكري تستفزيني عشان أنا في أقصى درجات ڠضبي و مش مسئول عن اللي هعمله.. فاهمه..
لم ترعبها نظراته ولا حديثه حتي بالرغم من ألمها من قبضته الغير رحيمه علي يدها ولكنها تجاوزت كل شئ قائلة بنبرة خافته
بس انا واثقه انك عمرك ما هتأذيني ..
افلتها بغتة فتراجعت

إلي الخلف بقوة كادت أن توقعها بينما تابع قائلا ساخرا
متتكيش عالثقة اوي عشان مبقلهاش وجود بينا..
صاحت باعتراض
ليه بتقول كدا
مقولتليش ليه أن هو ورا اللي حصل 
لأول مرة تشعر بالخۏف منه بتلك الطريقة ملامحه كانت مكفهرة بطريقة لم تعهدها و نبرته القاسېة جعلتها تبتلع ريقها بصعوبة قبل أن تقول بشفاة مرتجفه
خۏفت يكون تخميني غلط!
ارتسمت السخريه علي ملامحه وامتزجت مع لهجته المريرة حين قال 
خۏفتي! ولا عشان كنت عايزة تمشي و مش لاقيه طريقه فقولتي فرصه بما أنه مش قادر يحمينا 
هبت تنفي مرارة اتهاماته 
لا طبعا أنا مقولتش كدا ..
زأر پغضب
هو قال. و أنت معترضتيش و مشيتي!
صړخت بلوعة
و أنت ممسكتش فيا..
قهقه ساخرا و هو يمسك بهاتفه ينوي إجراء اتصالا هاتفيا وهو يقول بتهكم
فعلا كان مفروض اقولك لا والنبي متمشيش.. اقولك دي احسن حاجه صح أنت عملتيها
لم تستطيع أن تجيبه فقد نالت كلماته منها بشكل لا يوصف فشعرت پألم يطحن عظامها من الداخل وخاصة حين شاهدته ينخرط في محادثة هاتفية مع أحد رجال الشرطة فعادت أدراجها تنوى الخروج تود أن تنزوي بعيدا عن جميع الأعين حتي تستطيع أن تلعق كرامتها الجريحة وما أن أوشكت بالوصول الي باب الغرفة حتي تفاجئت من قبضته التي أمسكت رسغها بقوة وهو يواصل حديثه الهاتفي قائلا بخشونة 
هحاول انا بطريقتي و انت خليك جاهز عشان لو احتاجتك..
بعد كتب الكتاب هنطلع كلنا علي بلدكوا و أنت هتكوني موجودة..
اومأت برأسها و بللت حلقها الجاف قبل أن تقول 
حاضر..
ارتفع أحدي حاجبيه حين سمع منها تلك الكلمة التي ظن أنها لا تعرف طريق شفتيها فقال ساخرا
غريبة اول مرة اسمعك بتقولى الكلمة دي..
لم تستطيع منع نبرة الضعف التي تسللت الي قلبها و صوتها حين أجابته
مبقاش فيا حيل اناهد خلاص.. اللي انتوا شايفينه انا هعمله..
لو كانت اجهزت عليه بسلاح ڼاري لم تكن لتؤلمه لهذه الدرجة فلأول مرة تعلن انهزامها بل و ترفع رايه التسليم أمامه ولدهشته كان هذا الأمر مؤلم كثيرا علي قلبه الذي لم يتحمل ضعفها فقال بنبرة خافته 
أخيرا نويني تسمعي الكلام.
كانت كمن تاه في صحراء قاحله يرويها بدماء جراحه النافذة لا تعلم هل تبغي النجاة فاختار هو بدلا عنها و نجت بين ذراعيه التي احتوت آلامها و ضعفها فصارت تبكي و ترتجف بين ضلوعه كيتيم تلقى أول عناق بحياته فصار يتمسك به وهو يشكي آلامه و أحزانه علي هيئة نهنهات متقطعه كانت تنحر قلبه بدون رحمه فصارت يداه تمسد خصلات شعرها برفق و يده الأخرى تشدد من عناقها كثيرا وكأنها تخبرها بأنه ملجأها الآمن.
كثيرا ما نتوه بين ما نحتاجه و ما نشعر به و كأننا لا نعرف أنفسنا. تتكالب علينا الأوجاع و تختلط علينا الأمور فلا نعد نعلم اي الطرق علينا أن نسلك نحتاج لأن يمد أحدهم يده إلينا أما لإرشادنا أو لاحتواء آلامنا...
هدأت من ثورتها التي لا تعلم كيف اندلعت فقد شعرت للحظات بأن بكاء العالم يملؤها حتي فاضت به عيناها التي تلونت بحمرة الۏجع 
شعر بها تهدأ بين ذراعيه التي احتوت
 

37  38  39 

انت في الصفحة 38 من 202 صفحات