روايه صرخه على الطريق ديفنا عمر
شروده سارة فالټفت إليها مطلقا صفير إعجاب مشاكسا ايه يا بنت الجمال ده كله.
ضحكت بخجل الله يجبر خاطرك والله.. تقريبا محدش عبرني انهاردة العيون كلها على العروسة..
غمزها قائلا طب وآدم
تضرجت وجنتيها ماله
قال بخبث مقالش ليكي أي حاجة
تلعثمت زي ايه
_ شكلنا عايزين نراوغ بس انا هكلمك بوضوح
ترقبته متعجبة تطرقه لأمر هكذا ليستطرد جسار آدم بيحبك أوي ياسارة أوعي تقولي مش واخدة بالك من حبه
_ اعذري تردده لأن الفرق المادي بينكم كبير ومانعه.
أومأت متفهمة عارفة والله.. ومنتظرة لحد مايتخطاه ويقوم بخطوة جادة..
_ هيحصل آدم طموح ومستقبله لسه قدامه.
_ ربنا يكتبله الخير..
_ ودلوقت
ابتسمت بسلام نفسي واضح دلوقت الرؤيا بانت في عيوني أكتر من الاول..شعوري ناحيتك بالظبط زي اللي بحسه ناحية ولاد عمي..وبجد بتمنالك تكون سعيد ومبسوط في حياتك..
ربنا يسعد الجميع.
_ يارب هسيبك واشوف الضيوف بس بلاش تقف لوحدك غلبان في نفسك كده.
ضحك لرقتها وحنانها الذي لا يتعجبه انا أصلا كنت مع أشرف وريان ورائف سبتهم وجيت هنا في الهدوء شوية.
_ لا إن كان كده ماشي يا استاذنا..سلام.
تركته فعاد يبحث عن من صارت تحتل تفكيره گ المراهق حديث العهد بأمور الهوى مشاعره تضخم نحوها بشكل لا يمكن مقاومته لذا عزم على شيء ما يشعر انه صار وقته خاصتا حين لمحها أتية فاقترب حتي بلغها وقال ازيك يا شمس.
رصد وجهها مليا بنظرة فاحصة قبل أن يغمغم شكلك مرهق اوي.
شعرت بحرارة وارتباك وهو يتأملها هكذا صوته الدافيء الذي بعثرها أكثر لكنها تماسكت بثبات زائف
عادي من سهر كام يوم ومشاوير كتير أنا وسارة..عموما هرتاح يومين بعد الفرح.
_بس رغم أرهاقك انتي جميلة أوي انهاردة..
_ شمس استني.
وقفت ليقترب خطوة مع اعتذاره أسف والله مقصدش اضايقك هي طلعت مني عفوية..
تقبلت اعتذاره بهدوء ماشي حصل خير..اسمحلي بقي عشان ارحب بالضيوف اللي لسه بيجوا.
أوقفها سريعا برجاء طيب ممكن اكلمك دقايق بس.
صمت قليلا يطالعها قبل أن يبادر بقوله شمس أحنا قربنا علي سنة عارفين بعض بحكم شغلنا سوا..وفي سؤال جوايا نفسي اسئله ليكي من زمان..
_ ايه هو السؤال ده
طافت عيناه فوق ملامحها بدفء لبرهة أربكتها بشدة وعيناها تزوغ بعيدا عنه قبل أن يهمس
شمس انتي لسه شايفاني الشاب المستهتر بتاع البنات لسه مش بتثقي فيا وبتشكي في أخلاقي زي ما حصل يوم ماجيتي المكتب وافتكرتي اني مش لوحدي
_ لأ..
لم تتمهل لحظة واحدة قبل أن تجيبه أصدرت حكما منصفا أثلج صدره فابتسمت عيناه وهو يرمقها بشكر وعاطفة لم يعد يواريها وهو يتمتم براحة لو تعرفي ردك العفوي ده فرق معايا ازاي
_ وليه يفرق معاك
_ لأنك تهميني فوق ما تتصوري ياشمس.
صدمها رده المباشر وأخجلها وجعلها تصمت بحيرة فواصل طرق جدار صمتها الحائر شمس..يمكن دي أول مرة اكشفلك عن رغبتي اني اعرفك على جسار الحقيقي اللي محدش يعرفه تحبي تعرفيه لو موافقة يبقي اسمحيلي اقابلك بكره في مكان مناسب محتاج أقولك حاجات كتير عني.
تأملته بتيه مآخوذة بمنحني ما وصل إليه حديثه معها ودلالته الواضحة..عيناه تبرق وهو ينظر إليها.. بريق يعكس لها غموضا يستجديها لتحل طلاسمه وتتفهمه وتعطيه فرصة..كيف تحركت شفتيها لتعلن ردها بقبول لقاءه في الغد حقا لا تدري.. كأن تعويذة سحره المعهود سيطرت عليها وأجبرتها لتفعل.
____________
تراقبه من بعيد وهو ينتظرها وكل حين يتفقد ساعة معصمه لا يدري أنها هنا منذ أقل من الساعة عشرات المرات تأخذ قرار بالذهاب إليه فتتراجع بتردد وارتباك يغمراها.. لا تعرف كيف طاوعته وجاءت تقابله بهذه البساطة.. لم تفعلها قبلا مع أحد تاريخها كله لا يحوي موعد غرامي واحد مع أحدهم.. دائما صارمة حازمة لا تلين بقول أو فعل.. مهلا مهلا.. هل قالت موعد غرامي كيف تطرق عقلها لهذا الخاطر دون غيره حتما تبالغ هو مجرد لقاء عادي مع شخص عادي وسينتهي نهاية عادية.
استقام جسدها بثبات مستجمعة كل شجاعتها وتقدمت إليه وصوت أفكارها ينعتها بالكذب.
اللقاء وصاحبه ابدا ليس عاديا.
نهض وانفرجت من شفتيه ابتسامة حانية راصدا اقترابها المرتبك رغم محاولتها الثبات فابتسم داخله وتأثيره عليها يزيد من ثقته الرجولية ويشي بمعاني يطوق قلبه لتصديقها.. وإلى الآن لا يدري كيف عرض عليها هذا اللقاء وقرر كشف ماضيه لها..ترى حين تعلم ستتغير معه سيقل قدره بعيناها
_ السلام عليكم.
ألقت تحيتها المقتضبة مقاطعة أفكاره فرد قائلا
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. اتفضلي.
تنحنحت قبل أن تهتف معلش اتأخرت عشان.
_ مش مهم. مهما اتأخرتي كنت