الأحد 24 نوفمبر 2024

روايه عيون معصوبة بقلم ديفنا عمر

انت في الصفحة 16 من 18 صفحات

موقع أيام نيوز


ابتعدت وغابت عنهم لحظات وعادت تحمل بيدها مغلف ورقي وقالت خد يا بني فلوسك اهي رجعتلك وكمان ماتبعتش ليا شهرية تاني أنا خلاص يا يونس مش عايزة منك حاجة غير انك ترجع تبرني وتحبني وتسأل عليا خلي فلوسك لمراتك وبناتك وانا معاش ابوك هيكفيني ويكفي علاجي ماتشلش هم وأخوك وائل من هنا ورايح هخليه يعتمد علي نفسه محدش فينا هيطمع فيك تاني أوعدك 

تمزق نياط قلبه لكسرتها 
لا عاش ولا كان لو جعلها تظن انه لن يتكفل بها ثانيا أمسك كفيها وراح يلثمهما بقوة وهو يقول إياكي تقولي كده تاني يا أمي وطول ما في نفس في صدري هفضل متكفل بيكي لأخر عمري حياتي ليكي وقرشي كله ليكي وقبل ما ابعت لمراتي وبناتي هبعتلك قبلهم 
دمعت عين رضوى وتأثرت بحديثهما ورغم ڠضبها السابق من طيبة زوجها الآن شعرت بالفخر به وهو يغرق والدته ببره وحنانه ربتت علي ظهره وقالت وانا معاك في كل كلمة يا يونس حماتي قبلنا 
نظرت لها الحماه ومازالت تصدمها الدهشة من تسامح زوجة أبنها وفعلت أخيرا ما تمنته كثيرا منذ ما حدث عانقت رضوي بقوة وهي تملس علي رأسها قائلة سامحيني يابنتي أنا ظلمتك وجيت عليكي وحرمتك من خير جوزك وكنت مفترية وقاسېة حقك علي راسي يا بنت الأصول 
خلاص يا حماتي مسمحاكي ونسيت كل حاجة خلينا نفتح صفحة جديدة مع بعض 
ابتعدت عنها وقالت طب ارجعي قوليلي يا طنط أو ماما زي الأول وبلاش حماتي دي أنا بحس ان الكلمة دي شتيمة 
تجمدت حدقتي رضوى ويونس لحظات ثم اڼفجرا مقهقهين بقوة لدعابتها العفوية وقالت الأولى مازحة بصي هي مش شتيمة بس دايما كنت بقولها بغيظ دفين كده وانا شايطة منك يا 
ترقبت هي ويونس قولها لتواصل بطيب نفس يا ماما 
لا كده مش قادر استني اما نطلع بيتنا ويتقفل علينا باب 
قالها وهو يجذب زوجته ويلثم وجنتها معانقا اياها بقوة جعلتها تخجل وهي تلومه يونس في ايه اعقل 
ضحكت والدته صائحة لا كده اطلعوا شقتكم بلاش فضايح 
والله يا ماما نفس رأيي بالظبط 
ثم نهض وساعد زوجته لتنهض معه الصبح هننزل كلنا نفطر معاكي يا ست الكل 
منحته نظرة يسيل منها الحنان والرضا وهي تقول مستنياكم من دلوقت يا غالي يلا خد مراتك واطلع ربنا يهدي سرك ويريح قلبك زي ما ريحت قلبي 
قبل رأسها ثم اصطحب زوجته صاعدين للصغار 
بعد وصال جارف روي به ظمأه لها راح ينظر إليها بين ذراعيه بطريقة أذابتها فانغمست به أكثر ليهمس جوار أذنيها انتي أصيلة يا رضوى وعمري ما هنسي رد فعلك مع أمي وإنك مش كنتي فظة وانتقمتي منها شكرا انك راعيتي سنها ومكانتها عندي ومشيتي المركب وحقك عليا مليون مرة علي اللي حصل منها واوعدك ده مش هيتكرر تاني مش أمي بس اللي اتعلمت الدرس أنا كمان فهمت الفرق بين اني اكون طيب ومطيع لدرجة العمى واني اسيب حد يستغلني حتى لو أقرب الناس مش هخلط تاني الأمور واسيبكم تحت رحمة حد حتى لو كانت امي محدش بعد كده هيعرف عننا حاجة 
تنهدت ومازلت قابعه بين أحضانه مغمغمة كلنا بنغلط يا يونس المهم اننا نتراجع ونصلح غلطنا قبل فوات الآوان ثم رفعت وجهها إليه أنا عمري ما همنعك تأدي واجبك ناحية أمك واخواتك ولا اخليك تقسى عليهم كل اللي طالباه ميزان عدل مايظلمش حد فينا يعني ولا تظلمنا عشان أهلك ولا تظلم أهلك علشانا وفي نفس الوقت كل واحد يعرف حقوقه تساعد اخواتك ماشي بس بدون ما حد يستغلك ويستحل شقاك اللي بناتك أولي بيه لأنهم مالهمش غيرك أمانتك اللي هتتسئل عنها يوم القيامة 
طبع قبلة مطولة علي جبينها وقال وهتسأل عليكي انتي كمان يا رضوى عشان كده بقولك سامحيني لأن ضميري تاعبني 
ابتسمت واحتضنته مع قولها الحاني شكلك ماتعرفش معزتك عندي يا ابو أبرار ده انت الحتة اللي في الشمال ياجدع 
ابتسم وشدد بضمھا بحبك يا
رضوي 
رفعت رأسها إليه ومازحته طب خلي امك تديني سجادتي الغالية وصواني التيفال 
قهقة وقال وغلاوتك لاشتريلك أغلي سجادة تعجبك وتشاوري عليها وطقم تيفال كامل 
ابتسمت وعادت تفترش برأسها صدره مطمئنة بسلام عاد يغمر روحها من جديد ثم استسلما معا لغفوة متعانقين بوجوه باسمة 
يونس عامل ايه يا اخويا
رمقه بنظرة ذات مغزي وقال الحمد لله
يا حسان بخير 
طب مش ناوي تجيب مراتك والبنات وتتغدي عندي يوم قبل ما تسافر تاني 
صمت برهة ثم قال باقتضاب خليها للظروف 
وهم بالسير بعيدا ليوقفه شقيقه استني عايز اكلمك ظل يونس يواليه ظهره صامتا فاستطرد الأخر أنا ماكنتش اعرف ايه اللي بيحصل بين مراتك وامي انت عارف اني بخلص شغلي اخر الليل وباكل لقمة مع العيال
 

15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 18 صفحات