السبت 30 نوفمبر 2024

مزرعه الدموع

انت في الصفحة 23 من 75 صفحات

موقع أيام نيوز


الى المطبخ لتخفى دمعه كادت أن تسقط من عينيها كان شهود العقد هما عمر و عم سماح تعالت الزغاريد مرة أخرى 
دخلت والدة سماح المطبخ وقالت ل ياسمين 
سمسم كفاية انتى تعبتى أوى النهاردة أنا وريهام هنقدم الحاجة اعدى انتى ارتاحى
ابتسمت ياسمين اليها قائله 
متقوليش كدة يا طنط والله أنا فرحانه جدا ل سماح ومن فرحتى مش عارفه اعمل ايه ولا ايه

ربتت والدة سماح على ظهرها قالئه 
يا حبيبتى ربنا يخليكوا لبعض ويرزقك بإبن الحلال اللى يعوضك
اختفت ابتسامة ياسمين وحاولت تغيير الموضوع قائله 
حضرتك خدى الصنية بتاعة الرجالة قدميها وأنا هقدم الصنية التانية للستات
طيب يا حبيبتى هاتيها تسلم ايدك
تناولت أم سماح الصنية من ياسمين وخرجت لتقديمها الى الضيوف رآى عمر والدة سماح وهى تهم بتقديمها فأسرع يأخذها منها وابتسم قائلا 
عنك يا طنط 
ابتسمت له والدة سماح قائلا 
تسلم انت صاحب أيمن مش كدة
أيوة تقدرى تقولى احنا اكتر من الاخوات
ربنا يخليكوا لبعض نخدمك يوم فرحك ان شاء الله
متشكر
قام عمر بتقديم الجاتوه والمشروب الى الرجال 
خرجت ياسمين ورائها واتجهت حيث تجلس النساء وقدمت اليهن ما تحمله وعندما اقتربت من سماح ابتسمت كلتاهما للأخرى أشارت لها سماح بالاقتراب فاقتربت منها ياسمين فقالت لها 
باركيلى بقيت مودام
ضحكت ياسمين قائله 
مبروك يا مودام عقبال ما أشوفك فى الفستان الأبيض ان شاء الله
انتهى عمر من مهمة التقديم فالټفت ليضع الصنية فى مكان ما أو يعطيها لشخص ما رأى فتاة تحمل صنية التقديم الفارغة وتتوجه الى المطبخ فأوقفها ومد يده بالصنيه التى يحملها قائلا 
لو سمحتى خدى دى معاكى
التفتت له ياسمين دون أن تنظر اليه عقد عمر ما بين حاجبيه وهو ينظر اليها متذكرا اياها نعم انها هى الفتاة التى صدمها بسيارته منذ فترة تفرس فيها ليتأكد من أنها هى نفسها أيقن أنه لم يخطئ هى نفسها تلك الفتاة التى صدمها وتسبب فى كسر ساقها أخذت ياسمين منه الصنية دون أن تنظر اليه ودون أن تتفوه ببنت شفه
ياسمين
انتى كويسة
رفعت ياسمين نظرها الى أختها وقالت بصوت مخټنق 
أنا عايزة أمشى يا ريهام حسه انى مخڼوقة أوى 
طيب يا حبيبتى و سماح
التفتت الى صديقتها لتجدها تتحدث مع زوجها والابتسامة تعلو شفتيها فالتفتت الى أختها قائله 
ان شاء الله مش هتلاحظ غيابى استنى بس هقول لطنط انى ماشية
وجدها
عمر تنهض وتتحدث قليلا مع والدة سماح ثم عانقتها والدة سماح وغادرت مع الفتاة التى خمن أنها أختها تابعها عمر حتى فتحت باب البيت وغادرت فى صمت
عادت الأختان الى البيت وقبل صعودهما قالت ياسمين 
هو فى عشا فوق
مش عارفه أعتقد لأ
طيب اطلعى انتى اسبقيني هروح أجيب حاجه من السوبر ماركت
أجى معاكى 
لا مفيش داعى مش هتأخر
ذهبت ياسمين الى السوبر ماركت أمام البيت وابتاعت منه طعام للعشاء وأثناء عودتها وبمجرد أن خطت أول خطوة لصعود الدرج وجدت يد تلتف بقوة على ذراعها التفتت وكادت أن تشهق بقوة وهى ترى مصطفى أمامها فأسرع مصطفى ليغطى فمها بيده وألصق ظهرها على الحائط ونظر اليها پشراسه قائلا 
بتتحديني يا ياسمين أنا هعرفك حتى لو القاضى طلقك منى مش هسيبك فى حالك يا ياسمين
حاولت الصړاخ لكنه زاد من ضغط يده على فمها واقترب منها بشدة وتفرس فى وجهها قائلا 
راحه تفضحيني وترفعى عليا قضية خلع ومكملناش شهر جواز فضحتيني وسط الناس مبقتش عارف ارفع عيني فيهم وكمان راحة تقولى انك لسه بنت 
صړخ فيها پغضب هادر قائلا 
اتنازلى عن القضية وارجعى البيت والا يا ياسمين وعزة جلال الله لتشوفى منى اللى عمرك ما شوفتيه فى حياتك
تساقطت العبرات على وجنتيها وتصاعدت شهقات بكائها كادت أن ټموت من الړعب وفجاة سمعا صوتا لشخص ينزل من الأعلى فأسرع مصطفى وغادر البناية وقفت وجسدها يرتعش بشدة ودموعها تنزل كالشلال وجدت احدى جاراتها تنزل فقالت لها بلوعه 
ايه ده مالك يا ياسمين فى ايه يا بنتى 
لم تجيبها ياسمين بل أسرعت تجرى على الدرج وفتحت باب الشقة وأغلقته بسرعة ووقفت خلفه تبكى وهى ترتجف بشدة
مر الأسبوع سريعا وحان موعد زفاف سماح اعتذرت ياسمين عن حضور الفرح فمنذ تلك الليلة التى هاجمها فيها مصطفى لم ترى الشارع ولو لمرة بل أنها كانت تخشى أن تفتح شباك حجرتها لئلا تراه واقفا فى الشارع أمامها بالطبع تفهمت سماح موقف صديقتها حزنت كثيرا من أجلها ودعت لها أن يخلصها الله منه فى أقرب وقت مر اليوم على خير وزفت سماح الى عريسها وانطلقت معه الى عش الزوجية فى المنصورة
بعد مرور اسبوع على الفرح وفى ذات يوم كان عمر جالسا على اريكة فى بيت المزرعة واضعا أمامه منضدة عليها اوراق وملفات يراجعها عندما سمع صوت طرقات الباب فقال 
اتفضل
دخلت صفية حاملة صنية صغيرة موضوع عليها شاى وطبق من الكعك المحلى وقفت أمامه قائله بغنج 
عملتلك شاى يا سي عمر
قال دون أن يرفع عينيه عن الأوراق التى فى يده 
متشكر يا صفية بس أنا مطلبتش شاى
ابتسمت له قائله بدلع 
عارفه بس لقيتك مكلتش كويس فى الغدا قولت أجيبلك شاى وشوية كحك على ما أحضرلك العشا
قال وهو مازال ينظر الى الأوراق 
طيب متشكر حطيه عندك
أثنت قامتها لتضع الشاى أمامه وعيناها تراقبان عينيه تعمدت أن تبطئ من حركتها فرفع عمر نظره ليصطدم بفتحه جلبابها والتى كانت أكبر من اللازم أكمل صعودا بعينيه ونظر الى عينيها پحده ثم أعاد النظر الى الورق أمامه ابتسمت صفية بعدما حققت هدفها وأخذت تتهادى فى مشيتها وهى تغادر الغرفة وتغلق الباب خلفها 
لمحها عويس وهى تخرج من بيت المزرعة فهب واقفا يعترض طريقها قبل أن تدخل غرفتها قائلا 
كنتى فين السعادى
يوه كنت فى بيت المزرعه ما انت شايفني وانا نازلة من هناك
فى الوقت ده بتهببى ايه هناك
قالت بنفاذ صبر 
هكون بعمل ايه يعني بحضر العشا لسي عمر وبوضبله فرشته
طيب بس ابقى خلصى شغلك بدرى مفيش داعى تتأخرى لحد السعادى
ازاحته بيدها ودخلت الى غرفتهما ظل عويس يتقلب فى فراشه وكأنه نائم على جمر كان يشك كثيرا فى تصرفات زوجته لكنه لم يستطع أن يمسك عليها شيئا لكن الشك كاد أن يدمر عقله فعزم على مراقبتها وبعد ليلتين شعر بها وهى تغادر الفراش فتظاهر بالنوم وجدها تفتح باب الغرفة بهدوء وتغلقه خلفها قام مسرعا ولبس جلبابه وفتح الباب قليلا وجدها تفتح البوابة وتخرج منها وتضع حجرا صغيرا حتى لا تغلق البوابة باحكام أسرع بمغادرة غرفته ولحق بها ترك بينها وبينه مسافة حتى لا تشعر به كان الشك قد تملك منه وأصبح يقينا شعر بالډماء تتصاعد بسرعة الى رأسه حتى كاد أن ينفجر وجدها تدلف الى بيت قديم مكون من طابق واحد لا يبعد كثيرا عن المزرعة دخلت واغلقت الباب الخشب ورائها أخذ يلف ويدور
حول البيت عله يجد فتحه ما وأخيرا وجدها فتحه صغيره فى الجدار صوب عينيه اتجاهها وهاله ما رأى زوجته صفية تقف معانقة رجلا يوليه ظهره تفرس فى وجهها وهى تبتسم لذك الذى تقفأمامهه ويتحدثان معا سمع صوت ضحكاتها العالية فازداد افراز الأدرينالين فى دمه وفى اللحظة التالية وجد الرجل وهو يحاول فتح أزرار جلبابها فاستشاط ڠضبا وظل يدور حول نفسه كالطير المذبوح الټفت حوله فوجد أمامه جيركن كبير فأسرع نحوه وفتح غطائه وشم الرائحة النفاذة المتصاعده منه فلمعت عيناه وهب واقفا وأخذ يدو حول البيت ويفرغ محتويات الجيركن على جدرانه من الخارج وبعدما انتهى أخرج علبة ثقاب من جيبه وأشعل عودا ونظر اليه ثم نظر الى البيت وبصق عليه ثم فى لحظة اشتعلت النيران فى البيت ووقف رافعا رأسه منتشيا بفعلته فها هى زوجته الخائڼة تكتوى بنيران الخطيئة أسرع يعدو مبتعدا غير عابئا بأصوات الصړاخ التى تصاعدت من خلفه 
الفصل التاسع عشر
Part 19
بعد مرور شهر على زفاف أيمن و سماح عاد أيمن لى عمله فى المزرعة بعد انقطاع أقبل على عمر الذى كان يقف أمام احدى الأشجار يتفحص جودة ثمارها 
ايه الهمة والنشاط دول كلهم يا باشمهندس
انفرجت أسارير عمر عندما رآى صديقه أيمن فترك ما بيده وأقبل عليه معانقا اياه قائلا 
اهلا بالعريس اللى مصدق يتجوز عشان يهرب مننا
ضحك أيمن قائلا 
أهو العريس رجعلكوا تانى وهيرجع يتفرم تانى فى شغل المزرعة
طيب يلا عشان فى شغل كتير مستنيك
طيب سبنى آخد نفسي الأول 
سار الصديقان معا يتحدثان فى أمور المزرعة وفجأة سأله عمر 
صحيح يا أيمن بقالى فترة عايز أسألك على حاجه بس اتلبخنا بموضوع فرحك
خير يا عمر
صاحبة مراتك عملت ايه فى مشكلتها 
قال أمين بإستغراب 
صاحبة مراتى مين
ياسمين اللى خدت منى رقم الأستاذ شوقى عشانها
آآآه 
عملت يه كلمته رفعت القضية فعلا ولا رجعت لجوزها 
ترجع ايه هو ده راجل أصل ده انسان مريض يارب تخلص منه على خير
سأله عمر مستفهما 
رفعت القضة يعني
أيوة
رفعتها ومنتظرين الحكم فى القضية
أطرق عمر برأسه ثم صمت حنت من أيمن التفاته الى الجبيرة التى تحيط بذراع عمر اليسرى فأشار اليها قائلا 
هتفك الجبس امتى 
المفروض خلاص كام يوم وأفكه وبدأ العلاج الطبيعي ان شاء الله
متقلقش ان شاء الله هتبقى زى الفل
انتبه أيمن لكف عمر الأيمن فأشار اليه وهتف قائلا 
ايه الحړق اللى فى ايدك ده يا عمر
توتر عمر وتغيرت تعبيرات وجهه صمت قليلا ثم قال 
موضوع مش حابب أفتكره هبقى أحكيلك بعدين
سأله أيمن بشك 
موضوع ايه ده يا عمر خير ايه اللى حصل
قال عمر بنفاذ صبر 
أيمن قفل على الموضوع ده دلوقتى
استسلم أيمن قائلا 
خلاص برحتك
دخلت والدة مصطفى غرفته لتجده مستلقيا على السرير وهو شارد فقالت له 
اه خليك قاعد كده ومراتك دايره على حل شعرها
هب جالسا على السرير وصاح قائلا 
مش هنخلص فى يومنا ده
الناس كلت وشنا أنا مش عارفه أقولهم ايه مراتك ڤضحتنا وجرستنا وسط الناس
صاح مصطفى غاضبا 
يعني عايزانى اعمل ايه دلوقتى
أنا لو منك كنت جبتها من شعرها وحبستها فى البيت ومخلتهاش تشوف الشارع طول عمرها وتبقى عاملة زى البيت الوقف و مذلوله كده لا هى طايله جواز ولا طلاق 
حاولت كتير ارجعها ومش راضيه
صاحت أمه فى غل 
لازم ترجعها حتى لو ڠصب عنها عايز الناس تقول ايه معرفش يمشى كلمته على مراته مش كفايه القضية اللى رفعتها عليك وكلامها انها لسه بنت فضيحتك بأت على كل لسان
غادر الغرفة وهو يصيح فى ڠضب 
سبينى فى حالى بأه أنا مش ناقصك انتى كمان
كانت ياسمين جالسه على فراشها تقرأ وردها عندما دق جرس الباب كانت فى ذلك اليوم بمفردها فى لمنزل ريهام فى الجامعة ووالدها كالعادة يجلس مع أصدقائه على المقهى الذى لا يبعد كثيرا عن البيت تركت مصحفها ونهضت لتنظر من القادم بمجرد أن وصلت الى الباب وجدت ورقة مطوية موضوعه أسفله يظهر نصفها اقتربت من الباب بخفه
 

22  23  24 

انت في الصفحة 23 من 75 صفحات