السبت 30 نوفمبر 2024

مزرعه الدموع

انت في الصفحة 22 من 75 صفحات

موقع أيام نيوز


زمانى اټجننت
صمتت قليلا ثم قالت 
فعلا وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم تعرفى ان حاډثة العربية هى السبب
قالت سماح بإستغراب 
الحاډثة اللى حصلتلك قبل فرحك
أيوة لولا الحاډثة كان الفرح تم فى معاده عارفه أنا دلوقتى مستشعره قول النبي صلى الله عليه وسلم عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له

فعلا
سبحان الله
وعشان كده أنا حسه انى مطمنه ومش قلقانه وعارفه ان آخرة المشاكل دى كلها أكيد ربنا هيعوضنى مش ربنا بيقول وبشر الصابرين أنا مستبشره خير
ابتسمت لها سماح قائله 
وأنا كمان مستبشره خير ان شاء الله  
قالت سماح بجديه 
اسمعى بأه مش عايزين نجيب سيرة اللى اسمه مصطفى ده تانى أنا لما بسمع اسمه بيركبنى مليون عفريت
قال لها ياسمين بخبث 
طيب واسم أيمن
ابتسمت قائله 
أيمن هو فى زى أيمن وطيبة أيمن وحنية أيمن وخفة ډم أيمن
ضحكت ياسمين قائله 
حيلك حيلك نحن هنا
بجد يا ياسمين أنا حسه ان هو ده الإنسان اللى فعلا أتمنى ان يكون زوج ليا حسه اننا شبه بعض في حاجات كتير
انتى بنت حلال يا سماح وتستاهلى كل خير 
ثم أضافت فى حزن 
بس أكتر حاجة تعبانى انك هتبعدى عنى مش متخيله انى مش هعرف أشوفك وقت ما أنا عايزه
ودى فعلا الحاجة الوحيده اللي مضايقانى فى سفرى انى هبعد عنك انتى وماما وبابا مش عارفه ازاى هعيش فى بلد غريبة لوحدى 
هونت عليها ياسمين قائله 
مش لوحدك يا بنتى أيمن معاكى وانتوا الحمد لله متفاهميش وكمان أكيد هتيجى زيارات
أكيد طبعا ان شاء الله
ها قوليلى جهزتى لبسك وكل حاجتك 
أيوة كله تمام بابا جابلى فستان جميل أوى معاه وهو جاى استنى أوريهولك
قفزت سماح تخرج الفستان من خزانتها لتريه لصديقتها فى مرح كانت ياسمين سعيدة للغاية لرؤية سماح سعيدة وفرحه بهذا الشكل ودعت ربها أن يديم عليها فرحها وهناءها
جاء موعد الزيارة التى تأجلت كثيرا نعم زيارة وائل ووالده ووالدته لبيت ريهام وطلب يدها صدمت ريهام عندما رأت وائل وتذكرت ملاحقته لها فى الكلية كانت جالسه فى صمت تستمع لما يدور حولها من أحاديث وتركز أكثر كلما تحدث وائل تحاول استكشاف شخصيته ثم تركوها معه بمفردها وجلسوا فى مكان آخر لا يبعد كثيرا عنهما مثلما فعلوا مع ياسمين
و مصطفى ران صمت طويل لم تقطعه هى وانتظرت أن يبدأ بالكلام لكن يبدو أن انتظارها سيطول حانت منها اتفاته اليه لتجده يتصبب عرقا ومرتبك ربما أكثر منها قالت فى نفسها يا حلاوة ده مكسوف أكتر منى قطعت هذا الصمت قائله 
ممكن أسأل حضرتك سؤال
ازداد ارتباكه قائلا 
اتفضلى
ليه حضرتك اخترتنى أنا بالذات
ابتسم والټفت اليها قائلا 
بصراحة لما مرضتيش تكلميني فى الكلية أنا روحت حكيت لماما وقالتى ان انتى بنت مؤدبة وعشان كدة أنا اخترتك
قالت فى نفسها آآآه ماما قسم واشجيني 
طيب ايه مواصفاتك فى البنت اللي عايز ترتبط بيها
ارتبك وتنحنح كثيرا قم قال 
يعني تكون مؤدبة وكويسة
بس كدة مؤدية وكويسة 
لا وتكون كمان بتعرف تطبخ
لكنه أسرع قائلا 
بس عادى لو مبتعرفيش تطبخى ماما تعلمك ماما بتعرف تطبخ حلو أوى أنا بمۏت فى أكلها
عليك وعلى أمك فى يوم واحد يا بعيد 
طيب حضرتك ممكن تقولى ايه هى عيوبك اللى شايفها فى نفسك
استغرب قائلا 
عيوبى 
أيوة عيوبك
يعني أنا ممكن أكون طيب زيادة عن اللزوم
يعني ايه طيب زيادة على اللزوم
مش عارف بس ماما دايما بتقولى كده
امشى اطلع بره يا ابن ال تيييييييييييت 
طيب حضرتك موافق انى أشتغل لما اتخرج ولا بترفض الشغل
احتار قليلا ثم قال 
لأ مش رافض الشغل طبعا لأن ماما بتشتغل ومع ذلك هى ست عظيمة جدا
كفاااااااية كفاااااااااية هو أنا هتجوزك انت ولا هتجوز أمك مين شال الشبشب من هنا 
استأذنت قائله 
طيب بعد اذنك
ذهبت حيث يجلس والدها وأهل وائل فعلموا ان حديثهما انتهى تبادلوا عبارات المجاملة وأعطوها مهلة لتفكر وأخبروها أنهم منتظرون ردها قبل أن يغادر وائل الټفت اليها قائلا وهو مرتبك 
ممكن بعد اذنك يا انسه ريهام آخد رقمك يعني أقصد عشان نتعرف ببعض أكتر
حد يشيل الواد ده من أدامى يا اما هرتكب جنايه
قالت ببرود 
لا مش ممكن شرفتنا يا أستاذ وائل
بمجرد أن رحلوا الټفت والدها الهيا قائلا 
ها ايه رأيك يا ريهام أظن الراجل ميتعيبش
قالت بدهشة 
راجل هو فين الراجل ده أنا شوفت راجل كبير وست كبيرة ومعاهم كائن هلامى مقدرتش أحدد كينونته بصراحة
قال والدها بعدم فهم 
مش فاهم تقصدى ايه 
بابا أنا مش موافقة تماما على الكائن اللى اسمه وائل ده
ليه يا بنتى ده الجدع طيب وابن حلال وظروفه كويسه وكمان شغله مضمون فى شركة أبوه وشقته موجودة
قاطعته قائله 
مش ده كل حاجه يا بابا فى حاجات كتير أهم من ان العريس يكون جاهز وعنده شقة ويبقبض مرتب كويس والحاجات دى أنا ملقتهاش فيه اطلاقا
قال والدها بشئ من الحزم 
بس الولد شريكي يا بنتى وكمان 
قاطعته قائله 
بابا انت عايز تعمل معايا زى ما عملت مع ياسمين 
بهت الأب وصمت فأكملت قائله 
غصبتها انها تتجوز واحد هى مش مرتحاله بس لمجرد انه جاهز وعريس مناسب من وجهة نظر حضرتك
أطرق الأب وقد دمعت عيناه وظهر على ملامحه الأسى 
معاكى حق يا بنتى أنا اللى جنيت على بنتى
اقتربت منه ريهام وقد ندمت على ما تفوهت به 
أنا اسفه
يا بابا مكنش قصدى والله حقك عليا
نظر اليها والدها قائلا 
اسمعى يا ريهام أنا مش ممكن أغلط نفس الغلطة مرتين لو مش مرتحاله يا بنتى خلاص يغور فى داهية
ايوة يا بابا مش مرتحاله
خلاص يا حبيبتى متشليش هم
عانقته ريهام قائله 
ربنا يخليك ليا يا بابا ومتقلقش ان شاء الله ياسمين هتخلص من اللى اسمه مصطفى فى اقرب وقت
على الله يا بنتى على الله
تحدد ميعاد استماع القاضى لشكوى ياسمين وبالطبع سيتواجد مصطفى للرد على ما تقدمت ياسمين فى حقه حزنت عندما علمت أنه فى نفس يوم كتب كتاب سماح لكن المحامى طمئنها بأنه اجراء روتيني ولن يأخذ وقتا كانت تثق فى المحامى الى حد كبير وكان يبث فيها دائما روح التفائل والأمل وفى الموعد المحدد شعرت بالكثير من الارتباك والتوتر وهى تعبر أروقة المحكمة مع المحامى فهذه هى المرة الأولى التي سترى فيها مصطفى من بعد تلك الليلة ظلت تستغفر ربها وترجوه أن يهون عليها ما هى فيه ثم رأته أمامها قادم فى اتجاهها مع محاميه خفق قلبها بشدة وودت الهرب من أمامه كان يوجه اليها نظرات شرسه والحقد يملء عينيه أشاحت بوجهها عنه فهى لا تريده أن ينجح فى توتر أعصابها حان الموعد ودخلت مع محاميها ومع مصطفى ومحاميه ووقفوا جميعا أمام القاضي طلب منها القاضى شرح ما تقدمت به فى شكواها قصت عليه كل ما حدث تعمدت ألا تنظر الى مصطفى ولذلك كانت تتحدث بقوه وثقه بعدما أنهت حديثها شعرت بصدرها يعلو ويهبط بسرعة وكأنها انتهت من سباق للعدو وجه القاضى سؤاله الى مصطفى قائلا 
سمعت يا مصطفى شكوى زوجتك ضدك ايه ردك على كلامها 
حانت من مصطفى التفاته الى ياسمين قبل أن يتحدث فالتقت نظراتها الواثقه بنظراته المتحدية ونظر الى القاضى قائلا 
أنا بنفى كل اللى هى قالته يا حضرة القاضى
شعرت ياسمين بالتوتر لكنها تذكرت كلام المحامى بأنه من المتوقع أن يلجأ زوجها للكذب
قاله له القاضى 
يعني انت مضربتهاش 
قال مصطفى 
لأ ضړبتها بس مش للسبب اللى ذكرته
أمال ضړبتها ليه 
عشان لما كنت مسافر عرفت انها كانت على علاقة بواحد تانى طول فترة سفرى
شعرت ياسمين وكأن صاعقة ضړبت برأسها التفتت الى مصطفى فى حده قائله 
كداب 
نظر اليها بسخرية ثم وجه حديثه الى القاضى قائلا 
ده اللى وصلنى عنها وأنا مسافر كانت بتستغل سفرى عشان تقابل حبيبها فى بيتي ولما عرفت اټجننت طبعا وضړبتها بدون ما أحسن بنفسي
تساقطت العبرات على وجنتيها وهى تشعر بالقهر والظلم ووجهت كلامها اليه قائله 
اتقى ربنا ده قڈف محصنات مش خاېف منه 
بلاش دموع وتمثيل انتى عارفه كويس انى مش كداب والقاضى هيجبلى حقى منك
وهنا تدخل محامى ياسمين قائلا 
حضرة القاصى احنا بنرفض الادعاء اللى وجهه زوج موكلتى وبطالب بإجراء كشف عذريه وكمان هنرفع دعوة سب وقڈف وتشهير بسبب الكلام اللى وجهه ليها دلوقتي
وجه القاضى حديثه الى مصطفى قائلا 
عندك شهود بكلامك ده
أيوة عندى طبعا أمى ربنا يخليهالى
ابتسمت ياسمين بسخرية وهى تقول فى نفسها حسبي الله ونعم الوكيل فيكوا انتوا الاتنين
انتهت المقابلة بعد تحديد معاد أول جلسه والسماع الى الشهود من الطرفين
خرجت ياسمين من المحكمة وأسرعت
بإيقاف سيارة أجرة وذهبت الى منزل سماح التى وعدتها بأن تساعدها فى هذا اليوم كانت تتحرك بآليه وهى غير مدركة لكل ما يدور حولها كانت تشعر بالقهر والظلم لم تكن تدرى كيف يستطيع شخص مثل مصطفى أن يدعى ما ادعاه دون أن ېخاف الله كيف يأمن مكر الله يكف ينام ملء جفونه وهو ظالم لعبد من عباد الله كيف لا يخشى ما أعده الله من العڈاب لقاذف المحصنات أى رجل هذا الذى تزوجته بل أى ذكر هذا فكل رجل ذكر وليس كل ذكر رجل حاولت نفض تلك الأحاديث من رأسها وحاولت الإندماج مع ما يحيط بها من جو مبهج
كانت سماح تبدو كأميرة صغيره ووجهها يشع نورا وأضافت ضحكاتها الصافية على وجهها المزيد من التألق حان موعد كتب الكتاب كانت ياسمين فى المطبخ تعد صوانى التقديم وترص ما بها من أطباق صممت طوال اليوم أن تهتم هى بأمور المطبخ وبإنجاز ما يحتاجونه من أعمال لتصرف ذهنها عن التفكير فى مصطفى وقضيتها سمعت فى الخارج الزغاريد بعدما حضر المأذون ابتسمت لا شعوريا وهى تتخيل فرحة صديقتها الآن دخلت ريهام الى المطبخ وسحبتها من ذراعها قائله 
سيبك من اللى بتعمليه ده دلوقتى وتعالى هيكتبوا الكتاب
خرجت ريهام مسرعة وهى تسحب ياسمين خلفها أزاحتا طرف الستارة التى كانت تفصل بين الردهة وبين الصالون ابتسمت الفتاتان ونظرتا الى بعضهما
البعض كانت سماح ترسم على وجهها ابتسامة صغيره تشى بما يعتمل داخل قلبها من فرحة حانت التفاته من سماح فتلاقت نظراتها مع نظرات ياسمين واتسعت ابتسامتها حركت ياسمين شفتيها بدون صوت قائله 
مبروك
فهمت سماح ما قالت فحركت شفتيها هى الأخرى قائله 
عقبالك
بدأ المأذون فى بدء مراسم العقد كان الحاضرون نفر معدودون على الأصابع والد سماح ووالدتها وعمها واثنان من خالاتها وبالطبع ريهام و ياسمين أما من طرف العريس صديق والد أيمن منذ الصغر و كرم و بالطبع عمر
كانت نظرات ياسمين مصوبه على سماح الابتسامه تعلو شفتيها بدأت المراسم وانتهت بجملة قبلت زواجها 
تذكرت ياسمين تلك الجملة وهى تسمعها من فم مصطفى يوم عرسها فأعادت تلك الذكرى المزيد من الشجون اليها فالتفتت لتهرب
 

21  22  23 

انت في الصفحة 22 من 75 صفحات