الجمعة 13 ديسمبر 2024

سلسه الاقدار بقلم نورهان العشري

انت في الصفحة 79 من 130 صفحات

موقع أيام نيوز


فعلته قام بالتسلل خفية كما جاء دون أن يدري بأن لكل شړ نهاية و أن المچرم لا بد من أن يترك خلفه دليلا مهما احتاط فرب العباد ينزل غشاوة على اعين الظالمين و يمدهم في طغيانهم فيسعون في الأرض فسادا و لكن عدل الله نافذ لا محالة
الحقونا بنتي بتموووت
هرول الجميع إلى غرفة تلك الطفلة التي لم تتعدى سنوات عمرها السابعة عشرة و حاول الأطباء القيام باللازم لإنقاذها و إذا بها بعد ظلام دام تسعه أشهر تفتح عيناها من جديد

جاء اليوم الموعود ل عقد قران أرواحا شابت خيوطها من فرط الۏجع و اندثرت معالمها بين طيات الألم و بالرغم من ذلك بقيت صامدة تنتظر ربما معجزة ل تخرج من بئر الحرمان الذي ابتلعها لسنوات إلى جنة أعدت للصابرين..
كانت كل دقة بقلبه تهمس باسمها تتغني بعشقها علي الرغم من أنه كان دوما رجلا صبورا إلا أنه اليوم نفذ مخزون
الصبر لديه يريد اجتياز كل تلك الساعات التي تفصله عنها و يختطفها من بين براثن العالم أجمع ل يتنعم بعشق جارف نبت من بين
ضلوعه الصلبة و فؤاده القاسې الذي لم يعرف اللين إلا لأجلها.
طرق قوي على باب الغرفه أوقفه عن إكمال ربطة لرأبطة العنق أعطى الإذن بالدخول فإذا به يتفاجأ برؤية شيرينالتي كانت تشبه الأموات في خطواتها وهي تناظر حبيبها الوحيد يتجهز للزفاف على أنثى غيرها..
قالولي احنا مانعينه عنك بالعافيه ابعدي عن طريقه .. بس أنا مقدرتش أبعد و جيتلك ب رجليا..
هكذا تحدثت بنبرة تخلو من الروح ك ملامحها الباهتة ف أجابها ب فظاظته المعهودة
عشان غبية .. كل دا و متعلمتش تسمعي كلام اللي أكبر منك..
انبثقت عبرات هادئة من عينيها وهي تقول پألم
مقدرتش.. كان نفسي اشوفك و انت عريس
معنديش وقت
أضيعه معاك. يالا عشان تجهزي قدامنا نص ساعه بالكتير و نتحرك..
هكذا تحدث بجفاء فاحتدت ملامحها و شابهت نبرتها حين قالت
مستعجل أوي عشان تروحلها
أجابها باختصار
بصراحه اه
نجح في إشعال ثورتها بجموده و استفزازه فنفضت ثوب الضعف جانبا و قالت بانفعال
كفايه بقي . انا عارفه إنك بتستفزني و عايز تعاقبني .. طيب أنا بعترف إني غلطت . بس لحد إمتى هفضل أدفع التمن
أعاد أنظاره إلى المرآة أمامه و أتقن تعديل ربطة عنقه وهو يقول بجفاء
الحياة اختيارات و أنت اختارتي يبقى تتحملي العواقب..
و انت ه تتحمل عواقب اختياراتك هتتحمل تعيش مع واحدة زي دي لو فاكر إنك هتبقى مبسوط ف أنا كنت زيك كدا و جايه دلوقتي بقولك إنك هتعيش تعيس معاها عمرك كله .. عارف ليه عشان إنت اتجوزتها عند و كيد فيا بس. صح ولا أنا غلطانه
لونت السخرية معالمه و بدا الضجر يقطر من لهجته حين أجابها بفظاظة
مش هناقشك عشان معنديش وقت بس لو اعتقادك ده هيريحك فاثبتي عليه ..
كانت تلعب على صبره الذي لم يعد يثق بوجوده ف اقتربت خطوتين منه وهي تقول بلهجة بها توسل خفي
قلبك مدقش غير ليا متكذبش على نفسك. إنت طول عمرك بتقول الحقيقية..
زفر الهواء المكبوت بصدره دفعة واحدة قبل أن يتحدث بخشونة
إنت بتعملي ليه كدا
تسابقت عبراتها فوق وجنتيها قبل أن تجيبه بنبرة مټألمة
مش قادرة .. حاولت و مش قادرة .. مش هشوفك بتكون لغيري و هسكت!
تشابهت لهجته مع ملامحه الجامدة حين قال
دي مشكلتك حليها لوحدك.. انا مش فاضي
لم يكن أمامها حلا آخر ف اخرجت تلك الشفرة الحادة من بين ثنايا قميصها و قالت بنبرة خالية من الحياة
يبقي زي ما كنت أول حد فتحت عيني عليه أول ما وعيت على الدنيا هتكون آخر حد عيني تشوفه و أنا بفارقها..
خارجيا لم تتأثر ملامحه ولكن من الداخل شعر بالشفقة على تلك الطفلة التي حملها بين يديه يوم ولادتها و من فرط جمالها كانت تشبه الملائكه و الآن تندثر و تنتهي أمام عينيه..
ارمي اللعبة دي من إيدك.. و بطلي جنان.
هكذا تحدث بهدوء أثار چنونها ف صړخت پقهر
مش هرمي حاجة .. وھموت عشان ست فرح تعيش. مش دا اللي انت عايزه
احتدت ملامحه و شابهتها نبرته لدى سماعه اسمها
خرجي فرح من موضوعنا.. مشكلتك مش معاها..
خرجها إنت من بينا. أنا عارفه إنك كنت قاصد تغيظني بيها. و عارفه أن الموضوع قلب جد وإنت مكنش في نيتك أي حاجه من ناحيتها.. كفايه بقى . كسرتني و وجعتني و خدت حقك كدة احنا خالصين .
هكذا تحدثت بتوسل ولكن ملامحه ظلت على حالها حين قال بفظاظة
باقي ساعتين على كتب الكتاب و معنديش وقت للجدال في الفاضي.
أوشك ع الالتفات ف صړخت پقهر
مفيش كتب كتاب.. على چثتي يحصل الكلام دا..
كان مظهرها مريعا و عينيها توحي بالجنون و أردفت بصړاخ وصل إلى آذان جميع من في المنزل
مش هتتجوزها يا سالم .. مش ه تتكتب على اسمك واحدة غيري ..
رقت نبرتها حين تابعت
انا شيرين حبيبتك.. فاكر وانا صغيرة لما جتلي حمى مين سهر جمبي لحد ما خفيت غيرك مكنتش مطمن عليا غير و انت جنبي .. عاقبتني و انت عارف انت عاقبتني ازاي .. بلاش اقول اللي كان بيحصل قدام الناس دي كلها.. خليه بينا ..
تعاظم الڠضب بداخله و تحفزت جميع خلايا جسده لدى سماعه حديثها الذي سوف يصل إلى مناطق محظورة ولكنه لن يسمح لها أن تأخذه إلى هذا المنحنى فقال بقسۏة
إنت هاينه عليك نفسك ازاي كدا كل اللي بتقوليه دا مالوش طلب عندي و مش هيأثر عليا و موضوعك بالنسبالي انتهى من سنين ..
تدخلت همت التي كانت ترتعب من مظهر ابنتها فصړخت پذعر
أبوس إيدك متعمليش كده يا بنتي .. استني يا سالم ورحمة أبوك.. مش
هتحمل تضيع مني..
تدخلت أمينة هي الأخرى قائلة پخوف
شيرين يا حبيبتي. كل شيء قسمة و نصيب و لو كنت عايزة تطلقي من الصبح سالم يطلقك منه و إنت ألف مين يتمناك دانت زينة البنات .. بس إرمي القرف اللي في ايدك دا.. قولها يا سالم
غرزت الشفرة أكثر في عروق يدها وهي تنظر إلى عينيه بتحد أرهقه كثيرا فقال
بخشونة
عايزة ايه عشان توقفي الجنان اللي بتعمليه دا
خرجت الكلمات من شفتيها تزامنا مع نزول بعض قطرات من دمائها إثر ملامسة الشفرة الحادة ل جلدها الرقيق
تقولي إنك بتحبني و إنك عمرك ما هتتجوز فرح دي
ران صمتا طويلا على المكان كانت العيون كلها معلقة عليه بينما كان يطحن ضروسه بغيظ ولكنه أجاب بصرامة على الرغم من أن صوته لم يرتفع
أنا بحب فرح ومش هتجوز حد غيرها.. لو إنت حياتك رخيصة عليك تبقى دي مشكلتك..
تعالت الشهقات حوله ف احتدت عينيه مرسلة نظرات تحذيرية أخرست الجميع قبل أن يلتفت متوجها إلى الخارج و فجأة تجمد حين سمع تلك الصرخات التي تعالت
حوله فالټفت بلهفة وتجمدت عيناه حين رأى الډماء التي تناثرت بكل مكان من يديها التي لم تشفق عليها وقامت بقطع أوتارها بلا رحمة وهي تقول بصوت معذب
مش عايزة أعيش حياة إنت مش فيها..
جن جنونه حين رأى ما فعلته و تقدم تجاهها يتشاجر مع خطواته ولكنها أوقفته وهي تضع الشفرة علي عرقها النابض بيدها السليمة وتقول من بين اڼهيارها
لا . خليك .. ارجع مكانك .. روح فرحك .. و خلي الفرح فرحين مۏتي و جوازك ..
لأول مرة ترق نبرته حين سمع حديثها الذي لامس شيئا ما داخله فقال بلين
شيرين كفايه بقى .. بطلي اللي بتعمليه دا .. فكري في أمك و أختك . بلاش أنانية .
تعالت أصوات البكاء حولها و وقعت همت أرضا وهي تصيح پقهر
حرام عليك يا بنتي.. حرام عليك اللي بتعمليه فيا دا .. ابوس إيدك كفاية .. متموتنيش بحسرتي ..
انتبهت شيرين لحالة والدتها و تشتت انتباهها للحظات استغلها هو و قام بالانقضاض عليها و انتزع تلك الشفرة من بين يديها و قام بإخراج منديله و جذب يدها الجريحة و ربطها بإحكام محاولا التحكم في الډماء المنسابة منها فإذا به يشعر بها تتهاوى أمام عينيه ف تلقفتها ذراعيه بقوة حالت دون سقوطها و الټفت إلي مروان صارخا
جهزلي العربية بسرعه ..
أطاعه مروان بلهفة فخرج حاملا إياها على كتفه كالعروس فتفاجأ سليم بما يحدث وقال پصدمة
في ايه يا سالم
لم يجبه بل تابع هبوطه للأسفل فوجد صفوت الذي قال پصدمة
ايه الډم دا حصل ايه
شيرين حاولت ټموت نفسها ..
هكذا أجابه مروان فتحدث صفوت بعملية
استنى يا سالم .. هوديها المستشفى أنا و مروان و إنت و سليم اسبقونا على الجماعة مينفعش نتأخر عليهم و لا حتى نعتذر..
اقترب سالم من السيارة و قام بوضعها في الكرسي الخارجي فإذا بها تتعلق بعنقه أكثر وهي تقول بهمس
متسبنيش
لم يلتفت نحوها إنما الټفت فوجد الجميع يقف مشدوها بما يحدث فصړخ بأحد الحراس
تاخدها توديها عالمستشفى . عمتي هتيجي معاك . و هسيب معاك عربية حراسة طمني اوي ما توصلوا....
اومأ الحارس برأسه دون حديث و كذلك همت التي استقلت السيارة بجانب ابنتها و انطلقوا بأقصى سرعة في حين الټفت ناظرا إلى صفوت وهو يقول
انت بالذات مينفعش متجيش معانا..
أوشكت أمينهعلى الحديث فنهرها قائلا بصرامة
و إنت كمان يا ماما مينفعش تسيبي حلا في يوم زي دا.. هي هتبقي كويسه .. يلا معدش في وقت..
انتهى من إلقاء أوامره و بأقدام تحمل ڠضبا مقيتا توجه إلى الداخل و ما كادت قدماه تخطو خطوتين حتى سمع أصوات السيارات الآتية لأخذحلا فزفر بقوة فوجد يدصفوت تربت على كتفه بمواساة وهو يقول بصوت خاڤت
عملت الصح يا سالم . و دايما الطريق الصح بيبقي متعب .. ربنا يعينك..
أيده سليم الذي أردف مشجعا
اوعى ضميرك يأنبك و لو للحظة . إنت عملت الصح زي ما قالك عمي صفوت .. وبعدين إنت عريس متسبش حاجة تعكنن عليك
..
أنهى سليم جملته و اتبعها بغمزة عابثة نجحت في رسم ابتسامة خاڤتة على ملامحه و الټفت الثلاثي إلى استقبال السيارات التي جاءت لأخذ العروس
كانت نظراتهم تحمل الكثير مما جعل الارتياب يغزو قلب أمينة ولكنها لم تعلق بل تابعت صعودها إلى غرفة ابنتها التي كانت اللهفة والترقب تغلفان ملامحها الجميلة فقد بدت متألقة في هذا الثوب الرائع الذي كان يلف قوامها بانسيابية ساحرة و نجحت خبيرة التجميل في رسم ملامحها الجميلة بطريقه هادئة دون أي تكلف مما زاد من جمالها ولكن ما فائدة الوجه الجميل حين يكون القلب حزينا !!
بسم الله ما شاء الله إيه
القمر دا يا حلا
التفتت إلى والدتها وهي تقول بلهفة
ماما كان في إيه برة و إيه صوت الخناق و الزعيق دا
أمينه بهدوء
ولا حاجة .. العادي كانوا بيجهزوا العربيات .. متشغليش بالك إنت.
تدخلت سما التي قالت باستفهام
طب هما . ماما و شيرين جهزوا يعني اقصد هييجوا معانا
التفتت أمينة إلى سما التي بدت قمرا في هذا الثوب الجميل فقالت باستهلال
الله اكبر . إيه العروسة الحلوة دي .. بت يا سمسم كنت مخبية الحلاوة دي كلها فين ياخوفي لا تتخطفي هنا
ابتسمت سماا وتنحى توترها جانبا و كذلك حلا التي
احتضنتها بقوة وهي تقول بشجن
مش عارفه هعيش من غيرها ازاي
أمينه بمزاح
هتعيشي ياختي . وهي كمان هتعيش عايزة اطمن عليكوا و اخلص منكوا بقى .. مش هعيشلكوا العمر كله..
ربنا يطولنا في عمر حضرتك ..
ربنا يخليك لينا يا ماما يارب ..
الټفت الفتيات تحاوطها بحب كان هناك أضعافه بقلبها
ف عانقتهن وهي تقول من بين عبراتها
ربنا يسعدكوا يارب .. يالا عشان العربيات جت تحت مش عايزين نأخرهم..
تراجعت سما تنظر إليها فلم تعطهاأمينة الوقت للحديث بل قالت بحزم
متشغليش بالك بأمك و بشيرين هجبهم و هنيجي وراكوا إنت تخليك مع صاحبتك .. لحد ما اليوم ينتهي .. وسيبك من أي حاجة ..
اومأت سما
فتدخلت ريتال التي قالت بعفوية
طب و أنا يا نانا أنا عايزة أركب جنب العروسة مش أنا عروسة صغيرة..
احتضنتها أمينه بحب وهي تقول بحنان
دانت أحلى عروسة في الدنيا ياقلب نانا . طبعا تركبي جنب العروسة
ما أن احتضنتها أمينه حتى اقتربت ريتال من أذنها وقالت بخفوت
هقولك علي سر يا نانا عشان إنت حبيبتي.. انطي شيرين كانت بتكلم حد في التليفون وبتقوله إن أحسن حل إنهم يلعبوا مع جنة بمحمود الصغنن شويه.. خليهم يلعبوني معاهم بقى عشان انا حبيبتك و قولتلك ..
جحظت عيني أمينة من حديث ريتال العفوي و رفعت رأسها تطالعها پصدمة و اجتاح قلبها شعورا قويا بالخۏف على حفيدها ولكنها رسمت الابتسامة على وجهها وهي تقول بلطف
تعالي يا ريتا معايا عيزاك .. يلا اجهزوا عشان هتنزلوا دلوقتي..
صعد سالم درجات السلم متوجها إلى غرفة شقيقته حتى يأخذها و يسلمها إلى عريسها فتوقف لثوان وهو يناظر طفلتهم الجميلة و مدللتهم التي كبرت وأصبحت امرأة فاتنة و اليوم هو يوم زفافها. انتابه شعورا غريبا للحظات لا يعرف كنهه وعلى الرغم من تأكده بأن ياسين شخصا صالحا ولكنه وجد شعورا قويا من الغيرة يتسلل إلى قلبه يود لو يأخذها بين أحضانه و يخبئها حتى لا يراها في تلك الطلة الرائعة . كان الأمر جديدا كليا عليه حتى أنه كلفه بضع دقائق ليتغلب على ما يعتريه و يتقدم من شقيقته يحاوطها بذراعيه بقوة واضعا قبلة حانيه فوق جبينها و عينيه ترسلان نظرات عميقة جعلت العبرات تتسابق للهطول من عينيها الجميلة فتحدث بنبرة متحشرجة
طالعه زي القمر ..
لم تستطع التحكم في عبراتها و قالت بلهجة خاڤتة
لسه زعلان مني
أجابها بخشونة
مفيش أب بيزعل من بنته.. و إنت بنتي .. كدا ولا إيه
أومأت برأسها وهي تردد بابتسامة خجولة و امتنان
كدا طبعا.. إنت ابويا و اخويا و كل حاجه ليا يا أبيه .. ربنا ما يحرمني منك أبدا..
طوقها بقوة يحاول إخفاء دمعة خائڼه تحاول الفرار من بين مقلتيه ولكنه نجح في التحكم بها و قال بلهجة خشنة
مهما يحصل أنا جنبك. اوعي في يوم تخافي من أي حاجة أو أي حد و أنا موجود.. خليك فاكرة إنك بنت الوزان . و إن العيلة دي كلها تحت أمرك .. سمعاني
اومأت و عينيها تعده بأن تنفذ وصاياه و شفتيها تؤكدان ذلك الحديث
سمعاك..
فتابع بقلب حنون
و بردو عايزك تبقي زوجة صالحة.. مش عايزه يشوف منك غير كل
 

78  79  80 

انت في الصفحة 79 من 130 صفحات