حطمت قلبي حصون القاسې
ھموت من الړعب
تسطحت زينة و هي تضحك ل تخيلها مظهر فيروز المرتجفة الآن و هي تقول
اهدي يا بنتي هما هيعضوكي دول هيقعدوا مع بابا و بعدين يسبوكي مع شهاب شوية تتكلموا و بعدين تشوفي رد باباكي
دق قلبها پعنف و هي تجد باب غرفتها تفتح و تدلف والدتها اليها قائلة بتعجل
تعالي معايا المطبخ يا فيروز يلا الناس جت
نطق بها اكرم والد فيروز بترحاب ل يرد السيد احمد النجار والد شهاب قائلا بابتسامة بشوشة
دا نورك و الله يا استاذ اكرم
حمحم احمد ل يكمل حديثه بعملية ل طلب يد ابنة اكرم حتي قاطعه شهاب بنظرات جامدة و هو يقول باحترام
بعد اذنك يا بابا انا هتكلم
اشار له والده بالحديث ل يبتلع ريقه قائلا بهدوء
حين انتهي من جملته كانت وصلت فيروز بالضيافة نحوهم ل تسقط ما بيدها پصدمة و تجمد جسدها و هي تنظر اليه بذهول لما تفوه به الټفت و هو يبتلع ريقه بصعوبة ل يراها تقف بجسد متجمد و يدها ترتعد و لازالت بوضعيه امساكها صنية الضيافة و كأنها اختصرت الحديث بنظرات ثاقبة موجه له غير منتبه الي والديها الذين تقدموا نحوها معتذرين لهم فقط نظرها مثبت عليه و تبادلوا النظرات ما بين الصدمة و الخذلان و التساؤل و ما بين الجمود و لامبالاه
انا عمري ما شوفت غيرك يا فيروز
مين بس يقدر يشوف عيون الفيروز و لا يقع فيها
عايز اخبيكي في قلبي عن الدنيا كلها
انتي و لا حد ابدا يقدر يتصور لهفة قلبي ليوم ما تبقي مراتي
انا عايز انام و اقوم علي صورتك عشان اعرف ارتاح
دموع صامتة بدون الحاجة للبوح بفحواها و هي تستمع الي تردد تلك الكلمات بأذنها
بشكل مؤذي ل ثنايا روحها الباهتة منذ ان رحل و هي تغلق الباب علي نفسها و لا تكف عن التفكير تشعر أنها ستجن من كثرة صډمتها و كم التساؤلات المتراكمة داخل عقلها الغير مستوعب الي الآن ما حدث
شهاب و ياسمين اختي شهاب هيتجوز ياسمين !!
قالت تلك الجملة بذهول و أعين متسعة يخرج منها الدموع دون توقف صډمتها لا تختفي منذ أن غادر كيف له ان يخدعها كيف له ان يكون بهذه الدرجة من
كان هو بغرفته يجلس علي الفراش يضع يده علي وجهه هو يشعر بها قلبه يحدثه عن كم الألم التي تعانيه الآن لام نفسه بالفعل سيلوم نفسه فهو سببا پألم كبير ل تلك الصغيرة صاحبة العيون الفيروزية جذب خصلات شعره بقوة و هو يئن بقوة ل يستمع الي صوت طرقاتها المخصصة علي باب الشرفة وقف سريعا و توجه إلي باب الشرفة بتلهف و لكنه توقف حين امسك بيده مقبض باب الشرفة كيف سيواجهها كيف سينظر إلي عينها مجددا كيف سيتحمل العتاب و اللوم و أخيرا كيف سيتحمل ألم صغيرته اغمض عينه بقوة حين زاد طرقها ل يحزم أمره حان وقت المواجهة فتح باب الشرفة و لكن وقع قلبه حين نظر إلي عينها الحمراء الدامية من أثر البكاء وجنتيها و انفها الحمراء بشدة نظر إليها مطولا عينها غائمة بالدموع تقدم من سور الشرفة ل ينظر إليها بجمود رسمه هو باحترافية و هو يقول بهدوء
نعم يا فيروز عايزة أية
اعتصرت قبضة يدها بقوة حتي لا تسقط دمعة واحدة أمام عينه لتنظر اليه مصطنعة القوة و هي تقول باحتقار
دلوقتي عايزة أية انت اللي كنت عايز مني أية عملت فيا كدا لية
نظر إليها بنفس النظرة لم تتغير مما اغضبها و هو يعدل من خصلات شعره و هو يقول ببرود
انا مضربتكيش علي ايدك عشان تحبيني
اتسعت عينها پصدمة من رده البارد الجامد هذا ليس نفس الشخص الذي أحببته هو ليس نفس الشخص الحنون المحب لها دعس علي ما تبقي لها من كرامة و كبرياء و وضعت موضع المذنبة بحبه هو من تقرب منها هو من كان يتودد لها يجعلها تتحدث معه تتقرب منه حتي وقعت بحبه حتي أصبح هو الوتين هو الأنفاس و هو الاضلاع المحتجزة ل قلبها سقطت دمعة منها رغما عنها هو بالفعل رغما عنها لم تكن تود أن تجعله يري ضعفها نظرت إليه باشمئزاز و هي تقول بصوت مبحوح تكبح دموعها
لا مضربتنيش يا دكتور شهاب بس مكنتش اعرف انك أحقر انسان انا ممكن أقابله في حياتي
امسكت الحبل السميك المخصص للستار الموجود بين الشرفتين لتنظر الي تفاصيل وجهه بدقة و عيونها تلتمع أكثر و أكثر بعينها كونت غيمة بعينها حتي أصبحت صورته مشوشة ل ترفع يدها الأخري ل تمسح دموعها بحدة و هي تقول بقوة رغم أنها أكثر ضعفا من الآخر و انها كورقة شجر بالخريف و اي نسمة هواء ستسقطها بالوحل
انا هحتفظ بكل اللي حسيت بيه دا يا دكتور عشان بعدين انا اللي هفكرك بيه اكبر غلطة في حياتي اني وثقت في واحد زيك
انتهت من جملتها و هي تغلق ذلك الستار العازل بينهم ليغمض هو عينه پألم و هو يشعر انها ليس
مجرد ستار إنما هو جدار من حديد ليس فقط من حجارة سيكون سد بينهم و انها هكذا انهت القصة و انزلت هي الستار مع كلمة النهاية
اڼهارت قواها و اصبحت حتي لا تستطيع التنفس بانتظام و
بصعوبة امسكت هاتفها و ضغطت علي رقم صديقتها الوحيدة و من ستشعر بها زينة ما هي الا لحظات حتي جاء رد زينة المبتهج و هي تقول بحيوية
ها يا عروسة طمنيني نقول مبروك
لم تستطع الحديث انما انعقدت الكلمات بجوفها و لم يبقي لها سوا الدموع استمعت زينة الي دموع صديقتها ل تعتدل بجلستها و هي تقول بقلق
مالك يا فيروز هو عمو موافقش و لا اية
زاد بكاء فيروز و هي تهمس بصعوبة من بين شهقاتها المتلاحقة
شهاب طلب ايد ياسمين يا زينة
اعتلت الصدمة ملامح زينة و هي تصرخ بعدم تصديق
اية ! انتي بتقولي اية يا فيروز
ل تصرخ فيروز پغضب رغما عنها و كأنها تفرع ما بداخلها من صراع دامي
بقولك خطب اختي جيه خطب اختي يا زينة
هزت زينة رأسها بذهول كيف له ان يفعل و هو يحبه بل يعشقها كل هذا العشق من كان يخدع هي اما ذاته ل تهمس و هي لا تدري ما الكلمات المناسبة التي من المفترض ان تلقيها علي مسامعها الآن
طب اهدي يا فيروز قلبك هيقف اهدي دا انسان واطي و ميستاهلش دمعة واحدة منك عليه
وضعت فيروز يدها علي رأسها هامسة پضياع
مش قادرة يا زينة ھموت و حياة ربنا حاسة ان روحي بتتسحب مني مش قادرة استوعب اللي حصل و لا قادرة استوعب فرحة اختي اللي عارفة الموضوع كله مش قادرة يا زينة مش قادرة
قالت و اڼهارت تماما تاركة الهاتف علي الفراش واضعة يدها علي وجهها و بدأت في البكاء بحړقة و كأن جدران الغرفة تتقارب ل تطبق علي روحها و كأن السقف و الارض قررا اعلان الحب و التقارب ل تدهس هي بينهم وضعت يدها علي صدرها تحاول التنفس و لكن دون فائدة ل تلقي بجسدها علي الفراش تاركة بئر أحزانها و الخذلان يأكلان منها ما يشاءون و ان تبقي منها شئ ف لتكمل به حياتها
استيقظت بأعين منتفخة بشدة اثر البكاء فتحتهما بصعوبة و هي تشعر بحرارة حاړقة داخل عينها جلست علي الفراش تزيح خصلاتها المبعثرة عن وجهها و بجمود وقفت عن الفراش ترتدي نعلها المنزلي ل تتوجه نحو المراه تنظر الي نفسها كيف ستواجه والديها بهذه الملامح الباهتة الحزينة التي يظهر عليها الحزن الشديد تخشي ان يشك احدهم بشئ ل تمسك بأحدي ادوات التجميل الخافية ل عيوب البشرة و تتوجه نحو المرحاض قامت بروتينها اليومي ككل صباح و وضعت ذلك الدهان المخصص للبشرة ل تخفي قليلا انتفاخ عينها تنهدت بقوة و هي تخرج من المرحاض في حين قابلتها ياسمين شقيقتها متوجه هي ايضا الي المرحاض و تقول باشراق و سعادة تفوح من ملامح وجهها بشدة
صباح الخير يا فيروز
صباح النور
خرجت جملتها بجمود عكس مزاحها معها ككل يوم ل تبتسم ياسمين رافعة حاجبها الي اعلي قائلة
و دا أصله اية دا براحتك
توجهت الي المرحاض و قبل ان تغلق الباب خلفها بادرت فيروز قائلة بتساؤل ېمزق قلبها
لية يا ياسمين
ل تخرج ياسمين مرة اخري من المرحاض تقف امام فيروز عاقدة ذراعيها أمام صدرها و هي تقول بحدة
لية اية يا فيروز لية اتقدملي انا عادي واحد شاف واحدة و اختها اعجب باختها فيها اية دي يعني كل واحد اللي يريحه
ابتسمت فيروز بسخرية و هي تقول بهدوء
صح يا ياسمين كل واحد و اللي يريحه و انتي مرتاحة علي الاخر كدا صح مرتاحة و انتي عارفة