الجمعة 13 ديسمبر 2024

روايه عشق تحت الوصيه ايمان حجازي

انت في الصفحة 94 من 121 صفحات

موقع أيام نيوز

 


مطرح ما جيت 
وقف عمر امام بوابه الفيلا وهو علي وشك الخروج .. وقبل ان يدلف خارجها .. استدار بجسده وهو ينظر الي ايمان بأنكسار وحزن دفين وتجمعت الدموع بمقلتيه وهو يغمضهم بمراره لتهبط دموعه ويخرج هو من ذلك المنزل ....
ايه صعبان عليكي .. ! .. بټعيطي عليه ليه .. مش ده اللي قلتيلي هاتلي حقي منه .. ما انا بجيب لك حقك اهوه .. ولا حنيتي ليه ونسيتي عمل فيكي ايه !

وجه الحاج خليل تلك الكلمات الي ايمان التي كانت تنظر ادراجه وتبادله النظرات پبكاء شديد .. رددت من بين شهقاتها بس مش بالطريقه دي .. انا قلت لك كده بس انا ... انا ... 
الحاج خليل عاااارف انك بتحبيه ولسه عايزاااه ..
بس هو لازم يتربي وانا خدتلك حقك ...امال انتي مفكره اني هعمل فيه ايه يعني !! .. هطبطب عليه واقوله معلش يا حبيبي متعملش كده تاني !!
ايمان بتوسل وبكاء يا عمي ....
قاطعها الحاج خليل بقولك ايه !! .. الباب قدامك اهوه ...لو عايزه تروحيله روحي .. بس مترجعيش هنا تاني 
تدخلت زوجته مديحه قائله وهي تحتضن ايمان انت بتقول ايه بس يا حاج .. اهدي كده وصلي علي النبي .. تعالي يا ايمان .. تعالي يا بنتي جوه ..
انصاغت لها ايمان بضعف ودلفت الي غرفتها وجلسو معا علي سريرها وهي مازالت ټحتضنها قائله بشهقه يا عمتو .. انا مكنتش عايزاه يضربه بسببي .. انا مبقدرش .. اشوفه بالشكل ده .. مينفعش علي الاقل يضربه قدامي .. يا عمتو انا بحبه .. مهما عمل فيا والله بحبه.. بحبه من زمان قوي .. هو قالي انه محبش غيري .. لو مكنتش سافرت وسبته كان زماني دلوقت متجوزاه .. انا غلطت زمان لما مفهمتوش ومسمعتهوش .. 
ربتت مديحه علي ظهرها قائله والدموع تتساقط منها هي الاخري هدي نفسك يا بنتي .. وحتي لو غلطتي زمان .. هو غلطت دلوقت وغلطه مينفعش يتغفر له 
نهضت ايمان من بين ذراعيها قائله وهي تجفف عبراتها حتي انتي كمان .. يعني عمر موحشكيش ولا عايزاه يرجع البيت تاني .. خلاص قلبك قسي عليه ومبقتيش عايزاه
كانت تبكي هي الاخري قائله مين قالك انه موحشنيش ولا مش عايزاه يرجع تاني .. بس احنا بنجيب لك حقك منه .. هو اتغير وبقي وحش وانا عايزه عمر ابني يرجع 
ايمان پبكاء وهو مش هيرجع طول ما هو بعيد عنكم .. 
مديحه انا هرجعه يا بنتي بس اما ابوه يهدي شويه من ناحيته 
ايمان وهي بين احضانها قالت عمتو .. انا عايزه اعرف عنوانه 
انطلق عبدالله بالسياره في حلول الرابعه فجرا بصحبه مرام التي قررت تأجيل اخباره بامر طفله بعدةتلك المكالمه التي وردته.. وكذلك الطفلين الذي كانا نائمين في المقعد الخلفي للسياره بعد ان وردته مكالمه من اخته الصغيره رشا تخبره بأن حاله والدته الصحيه تسوء بشده وتريد لقاءه ترك كل ما كان ينوي فعله وأجل اي شئ وذهب للقاءها
.. علي الرغم من قسۏتها معه وټعنيفها اياه واخباره انه لم يعد له مكانا بقلبها ولا ب بيتها مازالت والدته التي مهما فعلت واذنبت بحقه لن يتذكر لها سوي الايام الجميله والتضحيات التي قدمتها له لن يتذكر سوي الدافئ في ليالي البرد القاسيه كان يجري بالسياره مسارعا الزمن للوصول الي بلده ...
عبدالله هدي السرعه شويه انت بتجري كده ليه ! .. الولاد ممكن يتخضوا..
وجهت مرام تلك الكلمات الي عبدالله الذي كان قلقا علي

والدته فردد پحده وحد قالك تجيبيهم معاكي .. ولا انتي كمان مكنش المفروض تيجي في ظرف زي ده 
مرام بلوم وعشان هو ظرف زي ده مينفعش اسيبك لوحدك كده .. وكمان الولاد هنسيبهم لوحدهم يعني في القصر .. مسعد ومراته سافرو امبارح ولسه مش هيرجعو غير كمان اسبوع .. اسيبهم مع مين يعني ! 
عبدالله معرفش بقه .. 
مرام متقلقش .. كل حاجه هتكون خير وانا هفضل جنبك علي طول 
خطڤ عبدالله نظره سريعه لمرام مرددا انا عارف يا مرام ومقدر اللي انتي بتعمليه عشاني.. عارف إنك جايه المشوار ده بس عشان خاطري انا بعد اللي امي
عملته فيكي...
مرام بحزن وحنان أيضا طول ما أنت معايا كل حاجه تهون يا عبدالله وميفرقش معايا غيرك... 
امسك عبدالله بيدها في امتنان وحب فبثت له الطمأنيه وهي تقبض عليها مؤكده له ان كل شئ سيسير للأفضل بأمر الله ..
دلف الي منزله بخوات هادئه ووجه حائر فأستقبلته زوجته مسرعه ايه يا حبيبي ! .. كل ده تأخير .. ومبتردش علي الموبايل ليه .. طمني الولد طلع عنده ايه 
رفع اليها ادهم وجهه وردد بهدوء وهو يناولها بعض الاوراق معندوش حاجه ! 
تعجبت يمني واخذت منه الاوراق تنظر اليها وتتأكد بنفسها النتيجه فعلا بتقول كده .. بس ازاي طلع معندوش حاجه !
جلس ادهم لأقرب مقعد ونكس رأسه قائلا في حيره معرفش .. مش عارف اذا كان ناجي فعلا مداهوش حاجه وعمل كده عشان يضحك علي سمر ويخوفها .. ولا فعلا اداله حاجه واحنا اللي مش قادرين نحدد هي ايه 
جلست يمني بجواره ووضعت يدها علي كتفه فقال ادهم سائلا هو في فعلا فيروسات بتدخل الجسم وتختفي 
يمني بتفكير هو انا مقدرش افيدك قوي ..لكن اللي متأكده منه ان مفيش حاجه بتختفي .. الطب اتطور جدا وكل حاجه بقي ليها علاج وبنعرف نشخصها .. 
اتمني يكون ناجي فعلا مدالوش حاجه ويكون بيعمل كده عشان يخوف سمر 
بس انا فاكره انك قلتلي انك عرفت الموضوع ده لما كان بيتكلم مع اخته ..
هو فعلا قال كده .. بس برضه أولفت متعرفش كل اسرار ناجي ويمكن يكون بيخطط لحاجه تانيه ومش عايزها تعرف وقالها كده عشان ميعرفهاش هو بيخطط لأيه بعد اسبوع
مش عارفه بقه يا ادهم الله اعلم .. هو انا هشوف مرام امته 
لسه مش دلوقت يا يمني .. لما كل اللي حوليها ده ينتهي .. مش مستعد اخاطر بيكي
يمني بحزن طيب يا حبييي .. انت رجعتلهم الولد 
ادهم ايوه عبدالله اتصل بيا وقالي ارجع لهم الولاد .. 
لم تزيد يمني اكثر من ذلك بعد ما رأت حالته تلك بينما هو جلس مهموما خائڤا وعقله مازال يستحضر كل ما حدث ...
فتحت عينيها بوهن وضعف شديد لتعود الي حياتها مره اخري بعد عده محاولات متواصله منذ يومين لا تدري اهي مازالت علي قيد الحياه ام بعالم اخر بعيدا عن الدنيا .. شعرت بصداع اجتاحها فجأه واخذت تغمض عينيها وتفتحها الي ان انتشلها ذلك الصوت ..
حمدالله علي سلامتك يا حبيبتي .. كده تعملي فيا كده 
ابتسمت داليدا بضعف حين ادركت هويه ذلك الصوت واشاحت بوجهها ناحيته حين شعرت بيديه التي احتضنت يدها .. ردد يوسف بعشق وحشتيني قوي يا حبيبتي .. متتخيليش حالتي كانت عامله ازاي وانا شايفك بين الحياه والمۏت .. كنت بمۏت كل ثانيه انتي بعيده عني فيها .. 
نطقت داليدا بضعف مرام .. كويسه 
يوسف اه يا حبيبتي كويسه وكانت بتيجي تزورك علي طول وهي اللي عملت لك العمليه كمان 
داليدا وانت .. مش لابس ليه لبس المستشفي 
لاطف يوسف وجهها قائلا بعشق عشان انا حاليا مش دكتور
.. انا مرافق المړيض .. حضرتك من يوم ما جيتي هنا وانا مسبتكيش غير لما بروح اكل او اغير هدومي .. حتي النوم بنامه هنا جنبك .. 
هبطت دموعها علي الرغم منها ف فهم هو مقصدها و بټعيطي ليه .. مش انا قلت قبل كده انك اغلي حاجه عندي واني عمري ما هسيبك .. واني ابوكي واخوكي وامك وصاحبك وحبيبك وحياتك كلها .. ولا انتي مش عارفه انا بحبك قد ايه 
.. يوسف قائلا والله كل حاجه هتتحل طول ما انا جنبك .. اعرفي اني عمري ما هسيبك ابدا حتي لو هيبقي اخر يوم في عمري مش هتخلي عنك 
داليدا بنحيب انا خاېفه قوي يا يوسف .. انا
مش هقدر اعيش من غيرك .. مش هقدر ابعد عنك تاني .. 
يوسف مش عايز اسمع كلمه خوف دي .. قلت لك انا اقدر احميكي من اي حد 
داليدا انا خاېفه عليك انت لو جرالك حاجه مش هسامح نفسي .. والله اموت نفسي لو بعدت عني 
يوسف قائلا في حده وعتاب معقوله مش واثقه فيا .. قلت لك انا هتجوزك واحميكي من اي حد يتعرضلك .. انتي ليه مش عايزه تفهمي اني بحبك ومستحيل اخلي حد يمسك .. 
داليدا

يا يوسف .... 
يوسف پغضب اسكتي بقه .. اسكتي .. انا مش عارف اعملك ايه اكتر من كده .. انتي اكتر حاجه تاعباني في حياتي وواخدت تفكيري وعقلي .. اتفضلي انتي قوليلي ايه اللي يريحك .. عندك حل ايه دلوقت وانا اعمله 
داليدا پبكاء وهي تشهق .. خلاص .. اذا انا .. تاعباك .. قوي كده .. سيبني .. وشوف حياتك .. وانا .... 
امسكت بكتفيه قائله في بكاء وخوف انا مش عارفه انا كمان .. انا نفسي افضل معاك طول عمري .. مش عايزه اخسرك ولا حد يفرقنا .. نفسي اجيب منك ولاد ونكون عيله كبيره .. نفسي متسبنيش 
يوسف بحراره اهدي يا حبيبتي .. مټخافيش ..انا عمري ما هسيبك يا دودتي ابدا 
لكزته داليدا بخفه قائله دودتك تاني .. مش كنا بطلنا الاسم ده 
اعادها يوسف كي تنظر الي وجهه مشاكسا واحلي دوده في عالم الحشرات كله 
ضحكت داليدا علي الرغم منها وهي تنظر اليه بعشق .. ثم رددت بهمس .. يوسف .. 
يوسف بهيام روح قلب يوسف ..
داليدا بحبك .. 
قائلا بحب وانا بعشقك يا واجعه قلبي ..
ظلت بين ذراعيه لمده دقائق حتي نطقت فجأه انا عايزه ادخل الاسلام يا يوسف .. 
خالو عبدالله وصل ..
سمعت الحاجه هدي هذه الجمله وهي جالسه علي سجاده الصلاه بعدةان ختمت صلاتها خفق قلبها بقوه وهي تسمع ترحيب الجميع به بالاسفل وسلامهم له .. حاولت النهوض ولكن لم تسعفها قدميها مش شده اضطراب مشاعرها غير مصدقه انها ستأخذه الي مره اخري .... بعد محاولات عديده بين استجماع شجاعتها ودموعها التي انهمرت وقلبها الذي بات يرتجف .. نهضت علي قدميها واخذت تتقدم بخطوات ضعيفه اثر المړض .. حتي وجدته يفتح باب غرفتها ويقف امامها وخلفه جميع اهل المنزل ..
عبدالله .. ابني حبيبي 
خرج الكلام من قلب والدته قبل صوتها وهي تنخرط پبكاء شديد ولم تحملها قدماها اكثر من ذلك ففقدت توازنها وكادت ان تسقط ارضا فألتقطها عبدالله مسرعا مربتا عليه والدموع تتغلغل بعينيه قائلا متبكيش يا امي .. انا معاكي
 

 

93  94  95 

انت في الصفحة 94 من 121 صفحات