فريال بقلم مريم غريب
بهذا ..
كما أنا أيضا.. على استعداد لبذل حياتي في سبيلك ..
أمك ..
جهان ..
أقفلت فريال دفتر المذكرات.. لا تندهش من كمية الدموع التي تساقطت فوق خديها و أغرقت الأوراق.. في حين تكونت ابتسامة ملتوية و ساخرة على فمها ..
كم كانت أمها حسنة النية.. و كم كانت فريال نفسها بتلك السذاجة ..
كلتاهما وضعتا الثقة بشخص لا يؤتمن.. شخص من وجهة نظر فريال الأكثر أنانية على الإطلاق.. و استطاع خداعها لسنوات ..
هذا السؤال هو وحده من يستطيع الإجابة عنه ..
أين هو
لقد رحل.. و ما من عودة له ..
قامت فريال من السرير.. سارت مترنحة صوب نافذة الغرفة العريضة.. لقد اختارت غرفة مميزة بهذا الفندق.. بحيث يمكنها الاشراف على جسر البوسفور من حيث تقف ..
و صدقا.. إنه أكثر الأشياء التي يهفو إليها حنينها.. و بالنظر إليه لم تستطع منع أفكارها من الشرود مجددا ..
من دون دعوة.. حتى دون علم والديه.. قرر إركان المهدي السفر إلى مصر و حضور زفاف شقيقته ..
لم يكن مسموحا لغير حاملي كارت الدعوة الدخول إلى قصر عائلة البحيري.. لذا قدم إركان اسمه فقط و انتظر على البوابة.. ليفاجأ بعد قليل برجال الأمن يسحبونه بهمجية قسرا عنه إلى غرفة نائية بحديقة القصر الخلفية و الخاضة للاستصلاح ..
أيقن بأنه زوج أخته المزعوم.. فلم يسعه إلا أن يبتسم له بتهكم و هو يشمله بنظرات مستخفة
ماذا تريد
رفع إركان حاجبه مدهوشا ما إن سمع عبارة الأخير و قد نطقها بهذه الحدة ..
حك طرف ذقنه و هو يرد عليه بذات الأسلوب التهكمي
دعني أحزر.. فريال صحيح أختي الحبيبة !
كان عليه أن يذكر أسمها.. و أن يقول هذا تماما.. لكي يندفع يحيى البحيري صوبه بخطوات هوجاء
أمسكه من تلابيب قميصه.. ليأتي رد إركان بدفع نسيبه إلى الحائط المقابل ..
اندفع يحيى نحوه مرة أخرى بعزم أكبر و عڼف أشد.. دفع بساعده إلى حلق إركان و قام بثبيته إلى الجدار من خلفه و هو يهس من بين أسنانه
كان إركان يوازي يحيى في سعة الجسم تقريبا.. لكن ڠضب يحيى جعله يتفوق عليه في القوة ..
تركه يحيى بعد لحظات مبتعدا عنه خطوة واسعة حين بدأ يعاني من صعوبة شديدة بالتنفس ..
أمهله دقيقة.. بقى يسعل و يتنفس جاهدا.. ثم تطلع إليه قائلا بلهجة ماكرة
ما هذا الحقد كله لا