عمرو
أحمد لأنه غير مناسب لها.
حضر
إلى ذهنها إحدى المشاجرات التي دارت بينها وبين والداتها الراحلة بشأن أحمد والتي تمسكت فيها برأيها ورفضت سماع أي كلمة تعارض رغبة قلبها.
حرام عليك يا ماما أنا وأحمد بنحب بعض وأظن أنت واخذة بالك كويس من الموضوع ده أنا مش فاهمة أنت پتكرهي أحمد أوي كده ليه!
صاحت أسماء بنفاذ صبر أصابها بسبب عناد ابنتها وعدم رغبتها في تنفيذ طلبها
أنا سمعت أن أحمد كان هو السبب في مۏت أخوه وعشان كده أمه قاطعته ومش بس كده يا هبة ده كمان لازم تفتكري أنه ساب كليته ورفض يكملها يا ترى لو أنت قولتيله يروح يكمل الكلية هيسمع كلامك ويعمل كده عشان يبقى مناسب ليك بما أنك معاك مؤهل جامعي ولازم هو كمان يبقى زيك
رمقت هبة والدتها بتحدي وقالت
وبالفعل اتصلت هبة بأحمد وفتحت مكبر الصوت وطلبت منه أن يكمل دراسته الجامعية لأنها ترغب في ذلك حتى يكونا متكافئين وبالفعل وافق أحمد لتتسع نظرات أسماء والدة هبة فهي لم تكن تتوقع أن يقبل أحمد هذا الأمر وبهذه السهولة.
أخذت عبارات الحب والغرام التي كان يرددها أحمد تتردد في رأس هبة فتمتمت بصوت منخفض لم يسمعه أحد سواها
اكتويت بڼار عشقك وجرحت بنصال حبك بعدما چرحتني وتنصلت من وعدك بأن تجعلني أسعد امرأة في هذا العالم ليتني مت قبل أن أرى وجهك وأقع في حبك أيها الوغد المخادع.
هتفت هبة بأسف شديد وهي تمسح دموعها
أنا كنت بعاني بعد مۏت أبويا الله يرحمه وفضلت فترة طويلة مش قادرة أتخطى صدمة مۏت بابا لحد ما ظهر أحمد في حياتي ووقتها هو اللي أنقذني من الوحدة والضياع اللي كنت حاسة بيهم وده خلاني أتعلق بيه وأشوفه دايما منقذي بس هو طلع منقذ زائف دمر حياتي وخلاني أخسر سمعتي وكرامتي ووالدتي.
وافقت آية على قرار فادية الذي يصب في مصلحتها ومصلحة طفلها الوحيد الذي صار يتيما وهو
طفل في الثالثة من عمره يحتاج إلى حنان والده ورعايته.
عاد عمرو في المساء برفقة المأذون واثنين من أصدقائه وتم عقد قرانه على آية تحت نظرات مروة التي كانت تشعر بالڠضب والقهر ثم صعدت بسرعة إلى شقتها فهي تتألم بشدة ومن الصعب أن تتقبل فكرة وجود ضرة لها تشاركها في زوجها.
عزيزتي آية إياك أن تظني أنني سوف أسمح لك أن تسرقي حبيبي إذا كنت تعتقدين أنني سأستسلم وأتركك تستحوذين على قلبه فأنت واهمة والأيام بيننا وسوف نرى من منا ستضحك في النهاية.
هكذا أقسمت مروة وحسمت موقفها فهي لن
تترك امرأة أخرى تنتزع منها عمرو وسوف تفعل المستحيل حتى تحافظ على زواجها.
خرج الطبيب المشرف على حالة أحمد من غرفته وأخبر الضابط أنه لا يوجد أي تحسن في حالته وأنه لا يزال أسيرا لتلك الغيبوبة التي نالت منه بعدما تعرض الشهر الماضي لحاډث خطېر كاد يقضي عليه.
أومأ الضابط بتفهم وقال
تمام شكرا ليك يا دكتور.
ابتسم الطبيب قائلا
العفو وزي ما قولت لحضرتك قبل كده لو حصل أي تحسن في حالة أحمد فأنا هبلغ حضرتك على طول.
ذهب الطبيب وبقي الضابط واقفا يراقب أحمد الذي يرقد على السرير ولا يشعر بأي شيء مما يدور حوله.
يعني هتفضل لحد إمتى تتحامى في غيبوبتك يا أحمد! مسيرك هتفوق وساعتها هقبض عليك عشان تاخد جزائك على كل اللي عملته.
دلفت آية إلى غرفة الجلوس وهي تشعر بالخجل الشديد وجلست أمام عمرو وانتظرت منه أن يبادر بالحديث فقد أخبرها أنه يريد الجلوس معها بمفردهما حتى يتحدثان بعيدا عن عيني فادية.
تنهد عمرو قائلا بحزم
اسمعي يا آية إحنا صحيح اتجوزنا بس الجواز ده هيكون مجرد حبر على ورق لأن أنت بالنسبة ليا هتفضلي مرات أخويا الله يرحمه وعشان كده جوازنا هيكون صوري مش أكتر وده عشان نرضي ماما وأنا عارف كويس أنك كنت بتحبي ياسين أخويا وواثق أن دي رغبتك أنت كمان وأن ماما ضغطت عليك عشان توافقي على الجوازة دي.
أصيبت آية بالصدمة وخيبة الأمل بعدما سمعت هذا الكلام فهي لم تكن تتوقع أنه لا يريده
كبحت آية دموعها بصعوبة شديدة فقد شعرت بالإهانة بسبب كلمات عمرو وحاولت أن تتمالك نفسها بصعوبة فهي لم تتصور أبدا أن يأتي رجل ويرفضها ويعلنها صراحة ويقول أنه لا يريدها.
استكمل عمرو حديثه الذي ترك چرحا غائرا في قلب آية
اطمني خالص يا آية ومتقلقيش الأيام اللي هقعد فيها عندك جوا شقتك كل واحد فينا هيقعد في أوضة وأنا مش هتعرض ليك نهائي وأول ما الشمس تطلع هخرج على طول من الشقة.
خرج عمرو
من الغرفة وهو يشعر بالراحة لأنه استطاع أن ينال رضا والدته وفي الوقت نفسه لم يخسر زوجته التي أخبرته صراحة أنها سوف تتركه إذا تزوج من آية.
تذكر عمرو الحديث الذي دار بينه وبين مروة عندما أخبرها أن فادية تريد منه أن يقترن بأرملة أخيه
أنت اټجننت يا عمرو ولا جرالك حاجة في عقلك بقى عايز تتجوز عليا مرات أخوك وإحنا لسة جوازنا مكملش ست شهور!
شعر عمرو بالضيق ولم يكن يرغب في الاستمرار بهذا الحديث ولكنه مجبور على ذلك فقد أقسمت والدته وانتهى الأمر وإذا لم يلبي رغبتها سوف تكون غاضبة عليه إلى يوم القيامة
اهدي بس يا مروة واسمعيني أرجوك ماما حلفت عليا لو رفضت أتجوز أرملة أخويا هتفضل ڠضبانة عليا ليوم الدين
وأنا مش هينفع أعصي أوامرها لأنها في الأول وفي الأخر تبقى أمي اللي ربتني وكلامها هيفضل دايما سيف على رقبتي.
صړخت مروة بعصبية شديدة فقد ظنت في بداية الأمر أن زوجها يمزح معها بشأن هذا الزواج ولكن بعدما سمعت منه هذا الحديث تأكدت بلا أدنى شك أنه ينوي بالفعل أن يتزوج عليها من أرملة أخيه
على چثتي الكلام ده يحصل يا عمرو سمعت أنا قولت إيه مش أنا اللي أقبل بأن يكون ليا ضرة ولو أنت فضلت مصمم على رأيك يبقى تطلقني وكل واحد فينا يروح لحاله.
حاول عمرو تهدئة ثورة زوجته بقوله
يا بنت الحلال اسمعيني بس وشوفي أنا هقول إيه.
ارتفع صوت مروة وازدادت حدة نبرتها وهي تصيح
مش عايزة أسمع منك أي كلمة زيادة وزي ما قولت ليك يا عمرو المأذون اللي هيكتب كتابك على آية هو نفسه اللي هيطلقني منك زي ما الشرع حلل ليك تتجوز أربعة أنا كمان ربنا أداني الحق أطلب الطلاق منك وأروح أتجوز من واحد تاني يقدرني وده لو أنا شايفة أن جوازتك عليا هتأذيني من الناحية المعنوية والنفسية.
جن جنون عمرو عندما لمحت له مروة بأنها سوف تتزوج برجل أخر في حال انفصلت عنه وهذا الأمر أجج غضبه وجعله يمسكها من ذراعها ويهدر بخشونة
الله يكرمك اهدي وسيبيني أكمل كلامي للأخر جوازي أنا وآية هيكون على الورق بس يعني مش هقرب منها نهائي لأنها هتفضل بالنسبة ليا مرات ياسين
الله يرحمه ومستحيل أعتبرها مراتي.
أشاحت مروة بوجهها حتى لا يرى دموعها التي أغرقت وجنتيها ولكنه أدار وجهها ونظر إلى عينيها بنظرات برهنت على عشقه لها وهذا ما أكده بقوله
أنا بحبك أوي يا مروة وأظن أنت عارفة كويس أوي الكلام ده وشاهدة على كل الحاجات اللي عملتها عشان تبقي مراتي ومحدش يقدر يفرق بيننا.
همست مروة بحشرجة وهي ترمقه بعتاب
أنا مقدرش أشوفك متجوز واحدة تانية حتى لو كان جواز صوري زي ما أنت بتقول.
وربت على كتفها قائلا
ولا أنا أتحمل أن واحدة غيرك تبقى مراتي بس ڠصب عني أنا لو معملتش كده ماما هتغضب عليا وأنت أكيد مش هيرضيك أن ده يحصل.
رفعت مروة سبابتها في وجهه وهي تتحدث بنبرة حازمة امتزجت بالشهقات التي كانت تصدر منها بسبب بكائها
أنا هوافق بس بشرط أنك مش هتبات عندها ولا يوم مهما حصل وكل اللي هتعمله في الأيام اللي المفروض تطلع فيها عند آية هو أنك هتستنى لما ماما تنام وبعدها تنزل عندي.
حاضر يا قلبي أنا هعمل كل اللي أنت عايزاه بس أرجوك متزعليش مني لأني مقدرش أشوفك زعلانة.
الفصل الثالث
دقت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ورأى عمرو أن هذه هي اللحظة المناسبة لكي يغادر شقه آية بعدما خلد الجميع للنوم وخاصة والدته التي لا يريدها أن تعلم أي شيء عن اتفاقه مع مروة.
خرج عمرو من الغرفة وسار بخطوات هادئة نحو باب الشقة ثم فتحه بهدوء وغادر دون أن يعلم أن آية قد رأته فقد سمعت صوت باب غرفته وهو يتم إغلاقه فخرجت من غرفتها وتأكدت مما كانت تشك به فهي تعرف مروة جيدا وتعلم أنها لم تكن ستترك عمرو يتزوج بامرأة أخرى إلا إذا كانت واثقة من أنه لن يقترب منها.
ضغطت آية على قبضة يدها بعدما كورتها وتمتمت پغضب ناتج عن شدة الغيظ الذي تشعر به في قلبها بسبب تلك الإهانة التي تعرضت لها بسبب مروة
ماشي يا عمرو اعمل اللي أنت عايزه بس أنا مش هسكت على عمايلك أنت والحلوة مراتك استنوا عليا وشوفوا أنا هعمل إيه وإزاي هاخد حقي بعد ما أهانتني النهاردة.
على الرغم من عدم حب آية لعمرو إلا أنها لن تتغاضي وتصمت عن تلك الصدمة التي شعرت بها عندما صرح عمرو أمامها بأن زواجهما سوف يكون مجرد حبر على ورق وأن نظرته لها لن تتغير وسوف يظل يراها دائمة أرملة ياسين ووالدة ابن شقيقه الراحل.
دلف عمرو إلى شقته وكما توقع فقد وجد مروة مستيقظة وتجلس في الصالة تنتظر حضوره حتى تتأكد من التزامه بالاتفاق الذي عقده معها وعدم حنثه بالقسم الذي قطعه أمامها.
ابتسم عمرو وهتف بنبرة مازحة وهو يجلس على أقرب كرسي موجود
أمامه
أظن كده أنت بقيتي مطمنة وواثقة في حبي ليك وأن آية بالنسبة ليا تبقى أرملة أخويا وعمري ما هبص ليها على أنها زوجة.
شعرت مروة بالسعادة