روح
تاكسي السهرة.
تبسمت متقبلة شتيمته لتقترب بخطواتها منه تخاطبه بنعومة زائدة
مالك يا راجل هتعملي فيها مخضوض ولا ايه
تابعت تلكزه بمرفقها بغنج مبالغ فيه
عملالك جو يا ابو العيال مش واخد بالك ولا ايه
رد بانفعال غاضب
ياريتني ما خدت بالي يا شيخة دا انت لو جاصدة تسرعيني وتجطعي خلفي مش هتعملي كدة هو اتجنيتي يا مرة
بجى ده ردك على اللي عملاه لاجل ما ارضيك اتجنيت وجطعت الخلف عشان بس عايزة اصالحك وارجعك ليا بعد ما هجرتني
وانت اللي غلطان بضړبي دا انا اتنازلت على كرامتي عشان ارضيك بدل ما تقدر ټجرح بالكلام الواعر
زفر بضجر لا يتحمل مسكنتها وقد كادت ان توقف قلبه منذ لحظات بغبائها
كلماته الحادة زادت من اشتعال لتهتف محتجة بعدم تقبل.
ايييه ما تخف كلامك اللي عامل زي السكاكين ده عمال تخربط وترمي في الدبش من غير تجدير ولا احساس يعني هي دي جزاتي...... أني مشتقالك وعايزاك.
شهرين وانت باعد نفسك عتي كام مرة احاول معاك وانت ولا فايدة حس بيا يا راجل حرام الهجر يا فايز انا مرتك وليا حق عليك زي ما انت ليك حق عليا
وصاحبة الحق المهدور من سنين موجفها ايه
خرج السؤال منه كصڤعة تفيقها لتبرق عينيها بشړ ونيران تنهش بها دون رحمة
صړخت مجفلة وقد باغتها بلطمة أخرى على وجنتها المكتنزة ليزيد من صډمتها بأن قبض على شعر رأسها من الخلف يهدر بتحذير ووعيد
دفعها پعنف لتسقط على التخت الذي اهتز من ثقلها ليختم باصقا عبارته الأخيرة بازدراء
صحيح يا ولاد ما هي مش كل الناس تملك عزة النفس ولا كل الناس برضوا التناحة بتجري في ډمها.
روح يا فايز اللهي بكسر بخاطرك زي ما كسرت بخاطري
في سكون الليل وقد خلت الشوارع من المارة ومعظم الناس نيام كان الاثنان يسيران نحو وجهتهما لتنفيذ الخطة المتفق عليها بعد تدبير وتخطيط يسبقها منذ شهور حتى حسما التردد بالتنفيذ الليلة
خلف المنزل المقصود توقفا اسفل النافذة بجوار الشجرة العتيقة
وبصوت بالكاد يسمع تحدث الأول وكفه استندت على جذغها
واحد فينا هيطلع الأول والثاني هيطلع وراه
اومأ الاخر برأسه بموافقة ليرد بنفس الهمس.
ماشي يبجى انت الأول وانا هستنى اشارة منك
تمام وبرضوا خلي عينك في وسط راسك وراجب زين .
تمتم بها الاول بحزم قبل ان يعتلي الشجرة ويتسلق بخفة ثم ينتقل بين الفروع برشاقة محترف حتى اذا وصل الى نافذة الغرفة المعروفة ليفتحها بقطعة حديد حادة اخرجها من جيبه ثم دلف امام ابصار الاخر في الأسفل ليخطف نحوه نظره مفهومة قبل أن يدلف للداخل
كانت الغرفة غارقة في الظلام وقد كان هو مستعدا لذلك يان اخرج من جيبه الهاتف لينير مصباحه كي يرى منها وكانت المفاجأة حينما اضيئت الغرفة بأكملها ليجدها امامه مباشرة وكأنها كانت في انتظاره وعلى استعداد تام للتعامل معه تجفله بالبندقية التي تمسكها بين ذراعيها وتصوبها نحوه ليتسمر مذهولا امامها ثم تبادره بحديثها بعدما تمعنت النظر جيدا لهذه الهيئة الغريبة عنها
انت مين ياد ومين اللي باعتك بالظبط
لم يجيبها بل ظل
.....يتبع
الفصل الرابع الجزء الثاني
هل هذا هو قلبه!
هذا الذي يضخ الډماء الان بخفقان متسارع ولا يتوقف ابدا عن التوتر في انتظار من يطمئنه عليها
هل هذا هو قلبه!
من شعر بتوقفه فور رؤيتها ملقاة على الأرض بلا حول لها ولا قوة تنذر بخروج الروح الى بارئها ليحملها على الفور دون انتظار ثم يركض بها نحو مقر الوحدة الصحية في وقت متأخر يقترب من الفجر
هل هذا بالفعل قلبه
هذا الذي ظن انه ماټ منذ سنوات لا يذكر عددها حتى أصبح لا يشعر ولا يتنفس هواء طبيعا كباقي البشر
هذا الذي خدغه بزيف كرهه لها بعدما فاض به من عنادها وتجاهلها له
من به القدرة لفهمه الان لا أحد يستطيع فهمه لا أحد يستطيع فهم العلاقة المعقدة بينها وبينه
علاقة رجل من فرط حبه كان جفاءه كان ظلمه كانت غيرته! نعم هي الغيرة العمياء من
جعلت احمقا مثله يضغط بكل قوته حتى لا يعترف بضعفه يتخلى عن كبرياءه ويعترف بعشقه لها غيرة أحرقت قلبه حتى أصبح يحقد على من تسبب في بعده عنها من استولى على اهتمامها من استغنت به عنه وعن الجميع حاز على حبها الاعظم ليزيحه من الصورة ويحل هو بديلا له كان ابنه من دمه ولكن بالنسبة اليه كان غريمه! ابدا لم يكرهه ولكن كان يحقد عليه لاستئثاره بحب الجميع وأولهم هي
الست سليمة عاملة ايه يا فايز
صدر السؤال من مسافة قريبة جعلته يستفيق من شروده لينهض عن مقعده في الانتظار يستقبل غازي الدهشان والذي أتى مهرولا فور سماعه بما حدث
ايه اللي حصل وايه اللي جرا انا مش فاهم حاجة
قالها غازي في تعبير واضح عن ڠضب امتزج بارتياعه على المرأة التي يحمل لها مشاعر معزة بغير حدود وكان رد فايزة بزفرة معبأة بإجهاده
جوا مع الدكاترة محدش طلع لسة طمني عليها
حدق ببه غازي مستغربا حالته ليسأله بتشكك
وانت كيف جيبتها مين اللي بلغك باللي حصل عشان تروح تنجلها ع المستشفى في الوجت المتأخر ده
تحمحم فايز يجلي حلقه بارتباك ليجيب بنصف الحقيقة بأنه كان يسير عائدا من سهرته مع أحد الأصدقاء قريبا حينما سمع بصوت الطلقة الڼارية من منزلهم ليركض على الفور يستطلع الأمر ويرى ما بها قبل ان يأتي بها إلى هنا
اما عن الحقيقة كاملة فهو حينما سمع بصوت الطلقة كان داخل المنزل بالفعل بعدما ترك شربات ودلف بمفتاحه برغبة مچنونة قاصدا رؤية سليمة في هذا الوقت أو حتى مراقبتها وهي نائمة كما حدث سابقا قبل ذلك ليته قدم دقيقتين ربما لحق بمن فعل بها ذلك لكن من يعلم قد يكشف هوية الفاعل غدا
اه يا راسي
غمغمت تأن بۏجع الأخيرة وهي تخرج من غرفتها بعدما استيقظت اخيرا من غفوتها وقد باتت ليلتها في البكاء بعد تركه لها بقسۏة ليست غريبة عنه وجدت اكبر ابناءها جالسا بوسط الصالة ممسكا بالمتحكم بالقنوات يقلب بها يرتدي زي الخروج
واد يا مالك هو ابوك صحي ولا لسة
سألته بعدم تركيز لتفاجأ برده الساخر
صحي ولا لسة هو بات في البيت اصلا ياما
عبست تستفسر منه بحنق
ليه يعني دا عمره ما عملها اصلا وانت التاني لابس ومتأنتك طالع ولا راجع
ارتباك طفيف لاح في لهجته قبل ان يحتد بقوله
اانا كنت رايح مشوار بس رجعت في كلامي المهم بجى خلينا في جوزك اللي سيرته ماليا البلد النهاردة
جزعت ضاربة على صدرها
تردد بتساؤلها
جوزي انا سيرته ماليا البلد ليه يا واد عمل ايه الجزين ده انا عارفاه طول ما بيشرب عمره ما هيجيبها لبر ابدا
تبسم ساخرا يكيدها بقوله
ومين جال انه عمل حاجة عفشة دا بالعكس بجى الكل بيحكي ويتحاكى عن بطولته! الراجل اللي لحج مرته جبل ما ټموت وفر بيها على الوحدة ينفذها
اسبهلت امامه بعدم فهم ف استطرد موضحا
ايوة يا ست الكل ما انتي عشان صاحية متأخر متعرفيش ان الست سليمة اتعرضلها حرامي ابويا السبع بجى هو اللي دخل عليهم في وش الفجر وراح شايلها على ايديه الاتنين عشان الدكاترة يلحجوها
بأعين برزت بجحوظ ترفض الاستيعاب هتفت مرددة من خلفه
شالها بيديه الاتنين يا واد انت واعي للكلام ده
أومأ يزيد عليها
وفضل يجري بيها طول المسافة من بيت جدي لحد مكان الوحدة حتى ما استناش يطلب النجدة من حد
الى هنا ولم تتحمل صړخت داعيه پقهر وحقد يفتك بها متذكرة انه لم يفعلها ابدا معها
روح يا فايز الهي تتشل ولا تلاجي اللي يشيلك كيف ما انت جاهرني كدة وكاسر بخاطري
تانقت كالعادة وبالغت في تزين وجهها بالإضافة لهذه الاكسسورات التي تظهر حجم البذخ الذي تتنعم به كالساعة الفاخرة والأساور الثقيلة والسلسال الذي يغطي الصدر الأمامي من العباءة الباهظة الثمن هي الأخرى
انتبهت عليها رئيسة من داخل مطبخها فخرجت اليها على الفور منادية كي توقفها
رايحة فين يا فتنة النهادرة كمان اوعي تجولي هتشتري لبس ولا دهب عشان الحجة دي باظت ومسخت
تبسمت لها معقبة ببساطة
خلاص ياما بلاها منها الحجة دي انا طالعة اشم هوا او اجضي وجت حلو في المول التجاري
أثارت ڠضب رئيسة والتي عبرت باستياء توبخها
وجت حلو ايه هي البعيدة ما بتشمش ولا عندها ډم تحس بامها اللي بيطلع عينها مع البنات انا معدتش عندي صحة معاهم يا جزينة خلي عندك ډم وشيلي مسؤليتهم ولا انتي ما صدجتي
ردت تذهلها
بلاها عنك خالص ياما وديهم عند ابوهم خلي المحروسة مرت ابوهم تجوم بواجبها معاهم ولا هي صدجت نفسها وافتكرت انها حلت محلي وهاتبحى هانم بجد
لم تتفاجئ رئيسة بقولها فعقل ابنتها الأحمق ونفسها السوداء ترفض رافضا قاطعا مبدأ ان تحل محلها امرأة أخرى بل وتفضيلها عنها
تمالكت بصعوبة عن الڠضب فعقبت تنهيها بنصح عله يأتي بفائدة معها او حتى تأخذ حذرها ف السباب والحماقة في الرد
عيب عليكي يا فتنة الكلام بيوصل راعي انها بت عمك حتى
عما الدبب خليها تسمع هي وجوزها ولا هيهمني ع الأجل كل واحد يعرف مجامه اخرها خدامة لعيالي
اردفت بالاخيرة بعجرفة كادت ان تجلط الأم قبل ان ترحمها بالأستأذان
مش هتأخر ان شاء الله مشواري خفيف
قالتها وتحركت للذهاب لتتمتم رئيسة وهي تتابع اثرها
على كيفك يا بت بطني مش ابوكي فارطلك الحبل ع الغارب اعملي اللي يلد عليكي
تجاهلت فتنة التهكم المقصود من والدتها وتابعت طريقها نحو المغادرة حتى تفاجأت بمن يدفع الباب بملامحه العابسة يسحب حقائب سفره من خلفه فسبقتها رئيسة بالتهليل في استقباله
تاجي يا ولدي حمد الله ع السلامة يا نور عيني
خفي شوية عليه ياما ولدك شكله راجع مفرهد وتعبان الله يكون في عونك يا واد ابوي شكل الوفد
السياحي اللي طلعت معاه الرحلة