روح
سعادته باللفظ الذي سقط سهوا منها الا أنه فضل عدم التركيز عليه حتى لا تصدمه بالتوضيح ليردف بعدها بمشاكسة لا تخلو من الغزل
يعني عايزة
تطلعيني مش طبيعي عشان بس تنفي عنك تهمة الجصر مع ان دا أحلى حاجة فيكي وانا شايلك كدة وانتي زي البت الصغيرة وبتأمل في جوز العيون اللي مرسومة رباني سبحان من أبدع.
يربكها بل يشتتها ويبعثر كيانها في كل مرة يهاجم ويصل الى ما يبتغيه تبا له انه دائما ما يغلبها بمكره مهما اعترضت او اظهرت من احتجاج.
تماسكت الأخرى بصعوبة عن البكاء حتى لاح الغشاء الرقيق بمقلتيها لتردف بصوت بح من فرط ما ينتابها من الداخل
اقسم بالله ما كنت مصدجة حتى وانا بقرأها بنفسي لحد آخر لحظة عمال اكدب عنيا.
عقبت نادية بمرح وهي تجلسها على طرف التخت بجوارها
يا بنتي عارفة والله بس هي الحكاية اني مكنتش متوقعة انها تحصل بالسرعة دي وكأن ربنا بيرطب على جلبي بعد ما رضيت بنصيبي وسيبت حمولي عليه.
قالتها بصدق التمسته نادية مع كل كلمة خرجت من القلب لتتشجع وتسألها بفضول
تبسمت لها متقبله تدخلها وردت تجيبها
لو اجولك اني نسيت ابجى كدابة وبضحك عليكي انتي بنفسك ذكرتي عن عڈاب الانتظار والسنين بس انا كنت بين نارين بين اني اتمسك بحبي وساعتها اتحمل الكلام اللي هيتجال وتبجى خناجر تتغز في ضهري وبين اني ان اثبت للكل اني هامتي عالية وراسي مرفوعة حتى لو على حسابي جلبي انا بجى اخترت التانية وربي الأعلم بحجم الټضحية اللي جومت بيه لكن على كد الصبر بيكون اللطف عارف كل يوم بيثبت لي ان حبه ليا حالة خاصة بعيدة تماما عن اي منطق او أي حسابات وانا دخلت بجلبي وجولت ياربي ساعدني.
تمتمت بها نادية بحالمية وأعين تخرج قلوبا قبل ان تجفلها الأخرى بقولها
وانتي كمان يا نادية تستاهلي غازي وهو يستاهلك.
لاح على ملامحها الشفافة اعترضا تلقفته الأخرى مستطردة
شكلك لسة معرفتيش غازي هو اينعم مندفع وخشن في التعامل عشان دي طبيعته بس انا متأكدة انك يوم ما تعرفيه بجد هتلاجي برا امانك هتلاجي حنان الدنيا كلها على صدره.
يا ستي انا بكلمك
سرحتي في ايه بس
هتفت بها روح تخرجها من شرودها لتهديها ابتسامة في الرد عليها
يعني هكون في ايه بس يا ست روح في كلامك طبعا .
يعني كلامي اثر فيكي اها رغم انك رفضاه
قالتها بمرح تزيد مردفة
ولسة كمان لما تدي لنفسك فرصة وتحبيه حتى نص ما بيحبك هتلاجيه عيل صغير معاكي.
لا من الناحية دي اطمني اخوكي بالفعل عجله صغير ولا معتز ابني اللي يشوف الجتة والهيبة ما يتخيل ابدا العمايل اللي بيعملها .
قالتها بعفوية اضحكت الأخرى لتعلق بغموض
لا مدام وصلنا للمرحلة دي يبجى شكلنا كدة جربنا جلب اخته يا ناس
بعدم تصديق تسمر بجلسته في مندرة المنزل الكبير معطيا كامل انتباهه لهذا المچنون الذي فاجئه بحضوره مصدرا كالعادة جلبة بالمزاح والضحكات مع كل من يقابله من بشړ شباب من العائلة صادقهم او حتى رجال عاملين لديه حتى اذا أتى الدور عليه وجه خطابه له بعدما انصرف الجميع
تمتم الأسم ضاغطا بنبرة محذرة لم تؤثر في الاخر ليتابع بمرواغته
مالك بيوسف ما انا واقف في وشك اهو عايز ايه بقى
ضړب بكفيه ليرد بنبرة قلقلة
يا حبيبي بلاش عمايلك دي وفهمني ايه سبب جيتك ليكون في مشكلة في الشغل انا على أخري الله لا يسيئك.
عبس الأخير ليقابله بالرد مستنكرا
يا نهارك اسود يعني انت مكشر في وشي بهيئتك دي عشان بس فاجئتك بحضوري دا بدل ما تفرح بطلتي قدامك مخك يروح للحاجة الۏحشة لا سيدي اطمن مفيش مصېبة انا بس جاي اديك العقد ده عشان تمضيه بنفسك بصفتك شريكي عرفت بقى سبب حضوري
قال الاخيرة يخرج احد الملفات من حقيبته ليضعه امام غازي والذي امسك به يلقي بنظرة على محتواه سريعا قبل ان يعود اليه بعدم فهم
برضو مش فاهم يا يوسف العجد دا ممكن يستنى على ما اجيلك انا مش شايفه بالأهمية اللي تخليك تجي على ملا وشك من القاهرة .
تاني برضوا هتقولي جاي ليه
هتف بها يفاجئه بالنهوض عن المقعد المقابل لها ليردف متصنعا الڠضب
دا انت غريب والله دا بدل ما تشكرني ان مخلص في عملي وهاممني حاجة زي دي متتأخرش حقيقي انسان جلياط.
توقفت يتناول ثمرة تفاح كبيرة من الطبق المجاور لغازي ليردف بعد قضمه لقطعة كبيرة وهو يلوكها داخل فمه
انا خارج اديها طلة ع البلد ارجع الاقي الرجالة جهزولي الأوضة اللي بنام فيها كل مرة وانت خد وقتك في مراجعة العقد عشان تعرف مدى أهميته وتقدر اهتمامي ياللا بقى ومن غير سلام يا قليل الزوق
راقب غازي انصرافه بعدما ذهب من أمامه ليعود لمطالعة العقد قبل ان يرفع رأسه مغمغما بحيرة وتشتت
فينها أهميته دي عجد زي اي عجد وبتجول عليا انا اللي غريب يا يوسف.
رفعت رأسها عن تنظيف ارضية المنزل على الصوت القوي لصفق الباب قبل ان يدلف اليها عائدا من الخارج بخطوات مسرعة توقف فور ان ابصرها بهيئتها تلك فقد كانت ترتدي عباءة قديمة وتلف رأسها بطرحة قماشية وكأنها.......
ايه اللي انتي عملاه في نفسك ده دا منظر
هتف بها مستنكرا يبادرها بانتقاده وجاء ردها العفوي
ماله شكلي ما هو مينفغش البس حاجة زينة وانا بنضف
تجومي تلبسي مجطع زي الشحاتين دا لبس عروسة مفروض انها متجوزة جديد!
صاح پغضب اشعرها بالحرج لتتبلع الغصة فتدافع
بتبرير
والله كنت هتسبح والبس نضيف اول ما اخلص ما انا بعمل كدة كل يوم اخلص حاجتي واتزوق من قبل ما تيجي بس انت النهاردة جيت بدري جوي عن ميعادك.
عض على نواجزه يكبح غيظه بصعوبة ليزفر دفعات من هواء مشحون بما يموج بصدره المحترق الان مسح بكف يده على شعر رأسه بانفعال وصل اليها لتسأله باهتمام
هو انت مضايج ولا في حاجة مزعلاك
وايه هايضجني ولا يزعلني.
صدرت منه بعصبية الجمتها لتطرق برأسها نحو الأرض ثم ما لبثت ان ترفعها مرة أخرى على صوت استفساره
عملتي ايه في التعب اللي صابك من كام يوم.
سألته بعدم انتباه
تعب ايه
تحفز يذكرها وهو يقترب منها
لما كنتي بتجولي ملكيش نفس و.... مش عارف ايه تعباكي هي برضوا مش كانت مغيباكي ما معملتيش تحاليل ليه او حتى كنتي عملتي اختبار ولا روحتي للدكتور
كان قد قرب رأسه منها وهو يتحفها بالأسئلة المتلاحقة حتى توترت في الرد
ولزومو ايه الدكتور هي فعلا كانت مغيباني بس دي بتحصل معايا كتير من جبل ما اتجوز حتى واحيانا كتير بتتعبني بس عادى يعنى....
ايه هو اللي عادي
هدر بها مقاطعا بحدة ليقبض على مرفقها باعين تلونت بالډماء يشدد
الكلام ده مفهوش عادي الإهمال فيها يأخر الحمل يعني كان لازم تنتبهي وتكشفيلها من جبل الجواز أصلا.
تلجلجت تجيبه بصوت مهتز
اه بس انا امي جالتالي دا امر عادي عشان سني صغير ثم احنا كمان لسة يدوب مكملنانش التلات اتشهر
زادت كلماتها من اشتعاله لتشتد قبضته على مرفقها ېعنفها بقوله
أمك دي مرة جاهلة ومبتفهمش لا تعرف الطور من الطحين وباينك انتي زيها كمان اسمعي يا بت من النهاردة عشية تروحي للدكتورة خليها تشوفك واللي تجوله من تعليمات هيتنفذ بالحرف الواحد فاهمة ولا لا
فاهمة فاهمة.
يا حبيبتي انا مش جصدي اخوفك مني انا بس بتغلبني عصبيتي احيانا ف انت لازم تجدري يا حبيبتي وتبجي شطورة وتسمعي الكلام.
في ناحية قريبة من المنزل كانت جالسة بكتابها اسفل احدي الشجيرات المعمرة من ناحية تستذكر دورسها ومن ناحية أخرى توزع اهتمامها على الغنم التي كانت تأكل من حشائش الأرض في عمل يومي لا تمل منه حتى اجفلها احد الاصوات
انا هنا يا زينهم لو راجل تعالي سلم عليا
بابتسامة اشرقت بوجهها رفعت رأسها نحو صاحب الصوت تطالع تقدمه نحوها حتى اذا اقترب استقبلته بقولها
ما بلاش زينهم ليسيب اللي مشغول فيه دلوك ويجي يديك الترحيب اللي انت عارفه.
قهقه لقولها معقبا
عارفه بس ما انا مجربه وهو دا ترحيبه يتنسي
امال ايه طيب
بحب انكشه
كان قد وصل اليها في الأخيرة ليتأمل البقعة التي جالسة بها جزع مائل تتأرجح به باسترخاء اثار به الدهشة والانبهار
ايه الحلاوة دي دي انتي عاملالك ركن خاص هنا تحت ضليلة الشجرة وعلى الجزع بتتمرجحي لا وكمان بتذاكري وعايشة حياتك ازازة المية والكتب
والأكل.
اضافت بها تشير نحو حقيبتها المفتوحة أمامه وقد ظهر بداخلها عدد من الشطائر جعلته يضحك متحمسا وهو يتناول واحدة منهم يقضم ويأكل دون استئذان.
وكمان سندوتشات جبنة قريش في ايه يا بنتي انا هحسدك بجد كدة بس انتي مش
خاېفة لصاحب الأرض يطردك ولا دي ارضكم ولا ايه بالظبط
تبسمت لفعله ترد بزهو
ما هي دي جنتنا انا واخويا ارضنا اللي خدناها من غازي الدهشان البيت وساكنين فيه وباجي الأرض بيزرعها اخويا في الوجت اللي ميكونش فيه شغال وانا بجى يوماتي ارعي بهايمنا في ارضنا واجعد اذاكر هنا .
رفع حاجبه بمشاكسة يخاطبها
طب وعلى كدة ما بتخافيش يا حلوة لا يطلعلك حاجة من وحوش الجبل زي ما بنسمع ديب ولا تعلب
او سلعوة تصدج السنة اللي فاتت ظهرت في الناحية التانية من الجبل.
قالتها ثم توقفت تراقب انسحاب الډماء من ملامحه وهو يسألها بعدم تصديق
انا بهزر على فكرة وانتي كمان أكيد بتهري ولا ايه
ردت ببساطة اذهلته
لا والله ما بهزر دا حجيحي كان في سلعوة بس الحمد لله اتلحجت والرجالة خلصوا عليها اما الديابة بجى وباجي وحوش الجبل فدول مستمرين وعادي.
راقبت اصفرار وجهه بابتسامة مستترة كشفها اخيرا في غفلة منها ليلوح بقبضته نحوها بغيظ يفتك
دا انتي بلوة مسيحة اخوكي غلبان وطيب عنك.
ضحكت بمرح وما ان همت بالرد عليه حتى تفاجأت بإحدى طقوس زينهم في