إعجاز القرآن الكريم
انت في الصفحة 1 من 6 صفحات
إعجاز القرآن
القرآن كتاب الله المعجز الذي تحدى الله تعالى به الأولين والآخرين من الإنس والجن على أن يأتوا بمثله فعجزوا عن ذلك عجزا بينا وهو معجزة لرسول الله صلى الله عليه وسلم تثبت نبوته ورسالته وقد كان كل نبي يرسله الله تعالى إلى قومه مؤيدا بمعجزة أو أكثر من المعجزات فصالح عليه السلام آتاه الله الناقة آية وإعجازا لقومه عندما طلبوا منه آية الناقة وموسى عليه السلام حين أرسله الله تعالى إلى فرعون أعطاه معجزة العصا وعيسى عليه السلام أعطاه الله آيات منها إبراء الأكمه وإحياء المۏتى بإذنه تعالى.
فالقرآن الكريم هو إذا معجزة رسول الله صلى الله عليه وسلم أعجز الخلق أن يأتوا بمثله وقد تحداهم القرآن أن يأتوا بمثله فعجزوا.
قال تعالى وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون التوبة 6 فلولا أن سماع القرآن يعد حجة على سامعه لم يوقف أمر المشرك على سماعه ولا يكون حجة إلا إذا كان معجزة.
وأما وجوه الإعجاز التي للقرآن فلا يحيط بهذه الوجوه إلا منزل القرآن سبحانه وتعالى ومن هذه الوجوه ما يلي
أ الإعجاز اللغوي والبلاغي.
ب الإعجاز في الإخبار بالمغيبات.
د الإعجاز التشريعي.
الفرع الأول الإعجاز اللغوي والبلاغي
المعجزة هي أمر خارق للعادة مقرون بالتحدي سالم من المعارضة.
والإعجاز اللغوي هو أحد وجوه الإعجاز الذي هو إعجاز شامل لكل ما في كلمة إعجاز من معنى فهو معجز في ألفاظه وأسلوبه وهو معجز في بيانه ونظمه يجد القارئ فيه صورة حية للكون والحياة والإنسان وحيثما قلب الإنسان نظره في القرآن وجد أسرارا من الإعجاز اللغوي
ثانيا في ألفاظه التي تفي بحق كل معنى في موضعه لا ينبو فيه لفظ فيقال إنه زائد ولا موضع يقال إنه يحتاج إلى لفظ ناقص.
ثالثا في ضروب الخطاب التي يتقارب فيها أصناف الناس في الفهم بما تطيقه عقولهم فيراها كل واحد مقدرة على قدر عقله ووفق حاجته.
قال القاضي أبو بكر الباقلاني والذي يشتمل عليه بديع نظمه المتضمن للإعجاز وجوه
منها ما يرجع إلى الجملة وذلك أن نظم القرآن على تصرف وجوهه واختلاف مذاهبه خارج عن المعهود من نظام جميع كلامهم ومباين للمألوف من ترتيب خطابهم وله أسلوب يختص به ويتميز في تصرفه عن أساليب الكلام المعتاد وذلك أن الطرق التي يتميز بها الكلام البديع المنظوم تنقسم إلى أعاريض الشعر على اختلاف أنواعه ثم إلى أنواع الكلام الموزون غير المقفى ثم إلى أصناف الكلام المعدل المسجع ثم إلى معدل موزون غير مسجع ثم إلى ما يرسل إرسالا فتطلب فيه الإصابة والإفادة وإفهام المعاني المعترضة على وجه بديع وترتيب لطيف وإن لم يكن معتدلا في وزنه وذلك شبيه بجملة الكلام الذي لا يتعمل فيه ولا يتصنع له وقد علمنا أن القرآن خارج عن هذه الوجوه ومباين لهذه الطرق ويبقى علينا أن نبين أنه ليس من باب السجع ولا فيه شيء منه وكذلك ليس من قبيل الشعر لأن من الناس من زعم أنه كلام السجع ومنهم من يدعي فيه شعرا كثيرا فهذا إذا تأمله المتأمل تبين بخروجه عن أصناف