السبت 23 نوفمبر 2024

روايه في قبضة الاقدار الجزء الثاني نورهان عشري

انت في الصفحة 9 من 202 صفحات

موقع أيام نيوز


كدا..
لم تنتبه لذلك المكر الذي يقطر من حديثه فقد ارتاحت حين رأت ابتسامته فهي تشعر بالشفقة علي شاب مثله أن يقع فريسه لذلك المړض اللعېن و لا تعلم أنها هي من وقعت فريسة بين براثن ذئاب لا تعرف الرحمة سبيلا إلى قلوبهم فبعد عدة رشفات من العصير تراقصت الدنيا من حولها و آخر ما سمعته هو صوت ټحطم الزجاجه التي سقطت من بين يديها. 

لا تعلم كم من الوقت مر وهي نائمه ولكنها بدأت تستعيد وعيها شيئا فشيئا وكان أول شئ
أخيرا صحيتي ..
انت معملتش فيا كدا صح 
انت ضيعتني. حرام عليك.. حب ايه اللي يخليك تعمل فيا كدا..
بكرهك... بكرهك يا حازم بكرهك..
عودة للوقت الحالي
اختلط الحلم بالحقيقة للحظات شعرت بأنها في ذلك الچحيم مرة أخرى و تعاظم الألم حتي صار تحمله دربا من دروب المستحيل فوضعت يديها فوق أذنيها حتي لا تسمع صوت صرخاتها الممزوجه بتبريراته السخيفه تريد الهرب حتى لا تراه مرة أخري أمامها فصارت تغمض عينيها بقوة و تردد دون وعي 
بكرهك .. بكرهك.. يا حازم بكرهك..
كانت ملامحها المتألمه تحكي عن أي كابوس تعيش في تلك اللحظة. كابوس لا تستطيع تجاوزه أي فتاة و خاصة هي. جسدها المرتجف كان يعبر بطريقته عن رفضه لما حدث له و ما مر به. يعلم جيدا أي شعور يجتاحها الآن فقد كان يشاركها الألم يشعر بالقهر لما حدث معها يتألم كما لم يتألم من قبل. 
كانت شئ ينتمي له لا يعلم كيف و لم يعد يتساءل متي فمنذ أن رآها أول مرة كان يرى نفسه بعينيها بري انهياراته و ضعفه و هزائمه. كانت تعبر عنه تشكو همه بلسانها تذرف عبراته التي تثقل جفونه وتؤلم قلبه الذي كان يحيط به كبرياء أعمى يمنعه من الإنهيار.
كان القدر يلقي بها دائما في طريقه و كأنه يعانده حتى أسلم قلبه رايته فأصبحت حربا ضاريه يقف بها أمام قدره الذي أحكم قلبه بين كفيها ولم يعد له سبيل للمقاومة و بالرغم من قوته و صلابته إلا أنه أضعف مخلوق أمام ضرا يمسها. 
لم يستطيع تحمل
جنة فوقي.. فتحي عنيك .. دا كابوس.. فتحي عنيك انا جمبك
أخيرا استطاعت أن تفتح عينيها حين وصلها صوته الذي بدا و كأنه قادم من بعيد. فأخذت ترمش بعينيها لثوان قبل أن تصطدم بجمرتين مشتعلتين بنيران دائما كانت ټحرقها بألسنة اتهاماته المروعه و التي لم تشفق يوما عليها فحاولت استعادة نفسها للحظات لم تقطع تواصلهما البصري ثم ڼهرته بجفاء
انت بتعمل ايه هنا 
تراجع خطوة إلى الخلف بينما عينيه ما زالت مسلطة عليها و قال مستفهما بنبرة هادئة كانت غريبة على مسامعها وخاصة منه 
عاملة ايه دلوقتي 
غمغمت بخفوت 
الحمد لله.
شعر بجفائها الذي آلمه ولكنه تجاهل ذلك قائلا
حمد لله على سلامتك..
لم تتنازل بالنظر إليه بل أجابت باختصار
الله يسلمك..
كان جفاءها أمر متوقع ولكنه بالرغم من
 

10 

انت في الصفحة 9 من 202 صفحات